أشارت دراسة جديدة قام بها معهد بحوث جينباكت مؤخراً إلى أن الشركات الكبيرة غالباً ما تنفق قدراً كبيراً من المال على تعزيز وتراكم التكنولوجيات الخاصة بها، كما تشير الدراسة الجديدة إلى أن ما يقارب من 70% مما يتم إنفاقه قد يكون بلا فائدة وسوء تقدير.
حيث وجد معهد البحوث في دراسته الجديدة أن ما يقارب من 600 مليار دولار تم إنفاقها على مشاريع رقمية، وهنالك ما يقارب من 400 مليار دولار من أصل 600 مليار دولار من تم استثمارها في مشاريع لا ترقى إلى مستوى التوقعات والعائد من الاستثمار ROI.
ووجدت الدراسة ان الشركات تقوم في الواقع بصرف الاموال والاستثمار في تكنولوجيا موجودة وقائمة، أو تقوم بتوارث أنظمة وتكنولوجيات وتقوم بالصرف عليها وذلك بدلاً من التكنولوجيا الجديدة.
وتقدر السوق العالمية للإنفاق على التكنولوجيا اليوم بنحو 4 تريليون دولار، وتتوقع شركة الأبحاث جارنتر أن يتقلص هذا المبلغ بما يقارب من نسبة 5% هذا العام.
وأشارت شركة الأبحاث جارنتر إلى انه يتم إهدار كمية كبيرة من المال، وتقترح جارنتر على الشركات أن تعمل من خلال كمية أصغر من المال، والاستثمار بحكمة وبشكل أفضل.
وقال جياني جياكوميللي نائيس رئيس قسم ابتكار المنتجات في جينباكت “لدينا مجهودات كبيرة حالياً في مجموعة من التقنيات والتي تشمل الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الكبيرة والتكنولوجيا الاجتماعية وهنالك ما لا يقل عن 67% من هذه الجهود قد تم إلغائها أو انتهت نهاية مخيبة للآمال”.
وأضاف جياكوميللي “في عالم يعتبر البحث والتطوير والإنفاق سمة مميزة لابتكار المنتجات يمكن أن تعد نتائج النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة آثار تنافسية”.
وأكمل “من المهم أن تتحسن الشركات وإلا فإننا لن نحصل على تأثير الإنتاجية والتكنولوجيا والقدرة التنافسية”، وقال “التكنولوجيا الجديدة لن يكون لها تأثير اذا استمر الأمر هكذا”.
وبناءً على مؤشر الإنفاق فإن الشركات الكبيرة التي تنفق الكثير على التكنولوجيا غالباً ما ينظر إليها كرائدة في مجالها مثل شركات وادي السيلكون والتي تعتبر عمالقة التكنولوجيا والبنوك الكبرى.
وقد عززت نتائج دراسة جينباكت إلى حد ما من نتائج دراسات أخرى منفصلة تشير إلى أن الإنفاق الكبير على التكنولوجيا قد لا يكون فعال بشكل كبير كما تحاول الشركات أن تقنع الناس.
وقامت في العام الماضي مؤسسة بيرنشتاين للأبحاث بتحليل الإنفاق التاريخي الخاص بنسب البحث والتطوير لدى مجموعة من الشركات تقدر بحوالي 68 شركة، ولفتت إلى وجود علاقة بين هذه النسب وأداء الأسهم.
حيث أشار التحليل إلى وجود كثير من الحالات التي قامت بها الشركات بصرف جزء كبير من الأموال على البحث والتطوير شهد أداء أسهمها انخفاض بغضون خمس سنوات لاحقة، في حين أن الشركات التي أنفقت بشكل أقل كان أدائها أفضل مما يوحي أن البحث والتطوير ليس معياراً مثالياً لأداء الأسهم أو الابتكار في المنتجات لدى الشركات.
وتشير فكرة قيام الشركات بإلقاء كمية كبيرة من النقد والعمل بعد ذلك على الحصول على الإيرادات هي فكرة تناقض جهودهم كشركات تكنولوجيا وتشير إلى أن أولويات الشركات ليست في محلها وانها تعزز الاعتقاد السائد بأنهم ينفقون الكثير من المال على البنية التحتية القائمة بدلاً من تحقيق اختراقات جديدة في التكنولوجيا.
وشبه جياكوميللي الأمر بقيام الشخص بإنفاق الكثير من الأموال على ما يملك ليجد نفسه لاحقاً مازال يستعمل نفس الأشياء القديمة ولكن مع بعض التعديلات والرتوش الجانبية.