التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت، إزاء نتائج الانتخابات التركية، التي أسفرت عن فوز كبير لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
لكن النتائج، حظيت باهتمام واسع في وسائل الاعلام الإسرائيلية، التي أجمعت على وصف النتيجة بأنها ” انتصار كبير”، للحزب، وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وما تزال العلاقات بين تركيا وإسرائيل متوترة، منذ حادث سفينة مرمرة، التي قُتل فيها 10 مواطنين أتراك على يد الجيش الإسرائيلي، قبالة سواحل قطاع غزة، منتصف عام 2010.
وقالت صحيفة هآرتس، واسعة الانتشار، تحت عنوان” انتصار كبير يحققه أردوغان في تركيا”:” في حال صحت النتائج الأولية حول الانتخابات في تركيا، يكون حزب العدالة والتنمية قد زاد من قوته بما يوازي 10% مقارنة مع الانتخابات السابقة”.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليمينية، فقد اختارت عنوان من كلمتين: “أَخَافَ وانتصر”، مع صورة للرئيس التركي أردوغان.
وأضاحت الصحيفة، شارحة مقصدها من العنوان السابق:”دراما في تركيا: أردوغان حذر من احتمال اندلاع حرب أهلية في حال زادت قوة الأكراد، فسارعت أعداد كبيرة من المواطنين الأتراك إلى صناديق الاقتراع، النتيجة: نصر محقق”.
وأضافت:” مع ذلك فانه لم يحصل على النتيجة التي تضمن له تغيير دستور تركيا”.
ووضعت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية على صفحتها الأولى، عنوانا بارزا يقول:” إنجاز لأردوغان: أغلبية في البرلمان التركي”، مع صورة لأتراك يحتفلون برفع صور الرئيس التركي أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
وأضافت:” فاز حزب الرئيس التركي بالأغلبية في مقاعد البرلمان، ولكن بما لا يكفي لتغيير النظام”.
وبدورها فإن صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اكتفت على صفحتها الأولى بالاشارة إلى نتائج الانتخابات مع نشر التفاصيل في الصفحات الداخلية.
وقالت الصحيفة:” تمكّن حزب العدالة والتنمية من استعادة قوته في البرلمان دون الحاجة لشركاء ائتلافيين، ولكن أردوغان لم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلوبة لتعديل الدستور، وأن يصبح سلطانا”.
واستعرضت الصحيفة المعطيات الصادرة حول نتائج الانتخابات، لافتة إلى ضرورة الانتظار لرؤية كيفية، تأثير نتائج الانتخابات على سياسات الرئيس التركي.
وقالت:” هل سيستأنف مسيرة السلام مع الأكراد؟ هل سيغير سياسته تجاه تنظيم داعش في سوريا والعراق؟ وكيف سيؤثر هذا الفوز على الهجرة الكبيرة للسوريين إلى أوروبا بما إن غالبية المهاجرين يأتون من مخيمات لاجئين موجودة على الأرض التركية”.
وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل، منذ شن إسرائيل للحرب الأولى على قطاع غزة، نهاية عام 2008.
وتأزمت العلاقات بشكل أعمق، عقب إقدام قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، على قتل 10 متضامنين أتراك (9 منهم على الفور)، كانوا على متن سفينة “مافي مرمرة” المتوجهة إلى قطاع غزة، لكسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل، منتصف عام 2010.
وتشترط تركيا لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، تقديم تعويضات لضحايا سفينة مرمرة، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية تحقيق حزب “العدالة والتنمية” فوزًا كبيرًا، بنسبة49.41%، حاصلًا على 316 مقعدًا في البرلمان (يتكون من 550 مقعدًا)، مما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو الماضي.