تعد البلغارية كريستالينا جورجيفا المرشحة لرئاسة صندوق النقد الدولى خلفا لكريستين لاجارد التى ستتولى رئاسة البنك الأوروبى، من أشد الداعمين لمصر، بل من المؤمنين بالسياسة الاقتصادية الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسى وعبرت عن ذلك فى أكثر من لقاء لها.
وتمتلك كريستالينا علاقات ممتازة بوزيرة الاستثمار والتعاون الدولى محافظ مصر لدى البنك الدولى، وكذلك بالمحافظ المناوب السفير راجى الأتربى، فيما تربطها علاقة قوية أيضا بالنائب الأول لرئيس البنك الدولى الدكتور محمود محيى الدين.
وتوصف البلغاريّة كريستالينا جورجيفا التى اختارها الاتحاد الأوروبى لتكون مرشحة لإدارة صندوق الدولى، بأنّها متخصصة بمجالات متعددة، وكان اسمها حاضرًا دومًا لتولى أرفع الوظائف الدولية.
وتمتلك الرئيسة التنفيذية للبنك الدولى التى تأمل بخلافة كريستين لاجارد على رأس صندوق النقد الدولى، تجربة متنية فى شؤون المالية الدولية. وهى تستفيد أيضًا من كونها امرأة تنتمى لإحدى دول أوروبا الشرقية.
وتمتلك كريستالينا علاقات قوية بمصر فهى من أكثر الداعمين للقاهرة والمشيدين بالبرنامج الاقتصادى الناجح حيث لاحظت ذلك بنفسى خلال لقاء جمعنى بها مع الدكتور محمود محيى الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولى فى شهر إبريل الماضى فى واشنطن على هامش ندوة حول مكافحة الفقر.
قالت كريستالينا وقتها، إن نسبة الفقر فى قارة أفريقيا تتراوح من 25% إلى 30%، وهو أمر يتطلب العمل لخفض تلك النسبة بشكل كبير، لافتة أنه سيتم توجيه 75 مليار دولار استثمارات فى البنية التحتية من البنك لصالح قارة افريقيا خلال الثلاث سنوات القادمة، ولاسيما أن البنك فى افضل حالاته المالية بعد زيادة رأس المال بنسبة 50% العام الماضى.
المرشحة كريستالينا استقبلها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الثلاثاء، كما التقاها الرئيس من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ديسمبر 2018، حيث أوضحت “كريستالينا” أن البنك يرغب فى التعاون مع مصر بشأن خططه بخصوص التمويل التنموى فى أفريقيا تحت مظلة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى وذلك للاستفادة من تجربة مصر الناجحة مع البنك الدولى، والتى تمت بإدارة ناجزة ورؤية سياسية شاملة، الأمر الذى يوفر ذات عناصر النجاح لخطط البنك المستقبلية فى أفريقيا.
وأكدت المدير الإدارية للبنك الدولى، أن الرئيس يقود مصر لتحقيق نجاحات اقتصادية، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها مصر وساهم البنك فى دعمها.
كما أعربت كريستالينا جورجيفا، عن فخرها بمشاريع البنك مع مصر وخاصة فى مجالى المناخ والطاقة النظيفة، وتابعت: “نتجه نحو الطاقة النظيفة لأن هذا هو المستقبل ومصر ستكون أكثر تنافسية فى هذا المجال.. إننى أستطيع أن أخبرك أننى فخورة جدًا بحقيقة أن لدينا مشروعًا هو أعلى بكثير من الهدف المتوسط بمصر وهى بلد لديها كل المحفزات لكى تكون فاعلة ونشيطة فى مجال معالجة هذه المشكلة.. أنا شخصيا مبهورة جدا بأن توجه مصر أصبح نحو الطاقة الشمسية والمتجددة.. وأن مصر قد قدمت خدمة كبيرة لشعبها والعالم بأن وضعت هدفا لها بالاعتماد بنسبة 20% على الطاقة المتجددة بمصادرها الشمس والرياح بحلول 2022”.
وخلال لقاء تليفزيونى لها أضافت كريستالينا جورجيفا، أن مصر تقوم بخطوات إصلاح جريئة على المستوى الاقتصادى، وتابعت: “أعترف بشجاعة الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة فى المضى قدمًا فى هذه الإجراءات التى تجعل من مصر مكانا أكثر جذبا للاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية .
وبحسب قناة فرنسا 24 احتلت هذه الاقتصادية ذات الـ65 عامًا منصب المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية بين 2010 و2014 حين اضطرت لأن تحل فجأة مكان المرشحة البلغارية الأساسية.
وبين 2015 و2016، كلّفت جورجيفا أن تكون نائب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لشؤون الموازنة والموارد البشرية.
وفى 2016، فاجأت هذه المرأة الدبلوماسية المتملكة لقدرات الإقناع وبناء توافق، حين أصبحت فى المراحل النهائية بين المرشحين لتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، الذى ذهب فى الختام إلى البرتغالى أنطونيو جوتيريش.
أما الآن، فتنتظر حصولها على استثناء من صندوق النقد الدولى إذ إنّها ستبلغ الـ66 من العمر فى 13 أغسطس، بينما تنص قواعد هذا الصندوق على ألا يتجاوز المترشح لرئاسته الـ65 عامًا.
كما توصف هذه المرأة الجذابة ذات الشعر القصير بفتاة صغيرة “لا تخرج رأسها من كتبها”.
زمن الدراسة، أصبحت هذه الفتاة الهادئة “ملهبة الحفلات” برفقة غيتارها، وفق شهادة بوريسلاف بوريسوف، وهو صديق جامعى قال أيضًا إنّها كانت “محبوبة” الجميع.
تتحدث الروسية بطلاقة ونسجت علاقات جيدة فى موسكو حين عملت بين 2004 و2007 كمديرة مكتب البنك الدولى فى روسيا.
فى عام 1993 دخلت إلى هذه المؤسسة الدولية بعد بضع سنوات قضتها فى التعليم، خصوصا فى معهد ماساشوستش للتكنولوجيا المرموق فى الولايات المتحدة.
على الصعيد السياسى، لم تتول أبدًا فى بلادها مناصب انتخابية، بينما اكتشفها مواطنوها حين سمّيت فى المفوضية الأوروبية.
وهى قريبة من اليمين المعتدل ومؤيدة لأوروبا والحزب الشعبى الأوروبي.