حالة من الترقب والانتظار، تشهدها مطارات ومنتجعات وفنادق البحر الأحمر، والمحال التجارية السياحية فى انتظار السياحة الروسية لمصر، عقب أن وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الماضى مرسوم استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا.
قبل توقيع بروتوكول عودة حركة الطيران الروسية بين موسكو ومطار القاهرة، والتى تمت بحضور وزير الطيران شريف فتحى، مع وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، فى أعقاب زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى مصر، خلال ديسمبر الماضى، كان أمل عودة السياحة الروسية لمصر ربما يكون ضعيفاً، إلا أن عقب زيارة بوتين لمصر، دب أمل عودة الأصدقاء قريبة .
أصحاب البازارات السياحية، والمحال التجارية، هم الأكثر شوقاً وشغفاً لعودة السائح الروسى مرة أخرى لعدة أسباب ، أولها أن السائح الروسى يقوم بالتجول فى الشوارع والتعامل فى البيع والشراء كالمصرى، ويمارس حياته كأنه يقيم فى بلاده، وذلك مما يسبب حالة من الروج الاقتصادى خاصة للتجار وقائدى السيارات.
من جانبه قال أحمد تهامى صاحب بازار سياحى: إن السائح الروسى أفضل سائح يتم التعامل معه، موضحا أنه السائح الوحيد الذى يتعامل فى الشارع كأنه مصرى، حيث يقوم بشراء الأطعمة من المطاعم والفاكهة والخضروات من السوق وكذلك البازارات، ولا يعتمد على أن يكون هناك مرشد يرافقه من عدمه.
وأضاف التهامى ، أنه بعد توقيع مرسوم عودة الطيران الروسى لمصر نتوقع وصول السائح الروسى للغردقة من خلال خطوط الطيران الداخلية، قائلا ” الروسى ممكن يجى الغردقة مشى”، موضحا أن السائح الروسى الأكثر ترابطا مع الشعب المصرى، حيث أكثر الصداقات تكون بين المصريين والروس .
وأكد تهامى، أنه رغم فصال السائح الروسى فى كل شىء يشتريه، إلا أنه أكثر الجنسيات فى المعاملات التجارية، موضحا أن الجنسيات الأخرى تحتكرها شركات السياحة بعينها فى الفنادق وبازارات معينة حتى فى التنقل داخل المدينة يتنقلون بسيارات تابعة لشركات سياحة وقد تكون أجنبية، مضيفا قائلا: “السائح الروسى بيركب سيرفيس هنا .
من جانبه قال مصدر أمنى، أن مطار الغردقة الدولى من أكثر المطارات العالم تأميناً، بشهادات لجان التفتيش الروسية والإنجليزية والألمانية التى زارت عمليات تركيب الأجهزة التأمينية به، مؤكدا أنه تم تأمين المطار بشكل كامل من نقطة البداية حتى النهاية، حتى تم وضع أسوار خارجية.
وأضاف المصدر الذى رفض ذكر اسمه، أن مطار الغردقة يستقبل 36 جنسية على مستوى العالم، وأغلب تلك الدول دفعت بلجان لمعاينة اجراءات التأمين التى يتم اتباعها فى استقبال السياح وسمحت لرعايها الاستمتاع بشواطئ البحر الأحمر، بعد التأكد من مستوى ودرجة التأمين المرتفعة التى تتم داخل المطارات .
وأوضح المصدر أنه بالنسبة للسياحة الروسية، فقد أوفدت وزارة النقل الروسى عدة لجان مختلفة، لمعاينة إجراءات التأمين التى تتم فى مطار الغردقة الدولى وكذلك مرسى علم، وكانت النتيجة الإشادة بتلك الإجراءات، مؤكدا أن هناك لجان من التى وصلت للغردقة أكدت فى تقريرها أن مطار الغردقة الدولى من أكثر المطارات تأمينا على مستوى العالم .
وأكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر فى تصريحات صحفية، أنه تم تجهيز وتخصيص صالة خاصة لاستقبال السياح الروس بمبنى الركاب الجديد بالغردقة، كذلك تم تخصيص صالة أخرى بمبنى المطار القديم، لاستقبال السياحة الروسية، مؤكدًا أن مطار الغردقة الدولى يستقبل العديد من الجنسيات المختلفة على مستوى العالم، يتم تطبيق إجراءات التأمين على الجميع.
وأضاف محافظ البحر الأحمر، أنه يجرى تركيب كاميرات مراقبة بشوارع الغردقة، بالاشتراك مع إحدى الشركات للحلول التقنية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لتكون شوارع الغردقة بأكملها مؤمنة بالكامل .
وتابع محافظ البحر الأحمر ،أن المحافظة تستهدف تغطية جميع مناطق الغردقة بكاميرات المراقبة، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين الجميع لتحديد أماكن تلك الكاميرات، والعدد الذى سيتم تركيبه بالميادين والشوارع، بواقع 420 كاميرا، تختلف ما بين كاميرات ثابتة ومتحركة، وسيتم ربطها جميعا بشرطة النجدة بالمحافظة.
وقال الخبير السياحى إيهاب شكرى ونائب مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، أن الفنادق السياحية والبازارات ومدن البحر الأحمر بشكل عام مستعدة تماماً لاستقبال السياحة الروسية، مؤكدا أن توقيع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مرسوم استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا، يعد خطوة هامة وقريبا جدا نتوقع وصول رحلات الطيران الشارتر إلى للغردقة.
وأضاف شكرى فى تصريحاته لـ”اليوم السابع”، أن مدينة الغردقة، مستعدة تماما لاستقبال السياح الروس الذين هم متشوقون لزيارتها أكثر من تشوقنا نحن لهم، مؤكدا على أن المطارات المصرية بشكل عام ومطار الغردقة بشكل خاص مؤمنة على أعلى مستوى، والدليل على ذلك وصول اعداد السياح الألمان للغردقة، موضحا أن المانيا تعلم جيدا أن رعايها آمنين فى بلادنا، كذلك اللجان الروسية التى زارت مطار الغردقة أكثر من مرة وأكدت توافر جميع معدلات الأمان بها.
وأكد أن السوق السياحى الروسى يعد من أهم الأسواق السياحية لمصر، موضحا أن روسيا توفد سنويا 15 مليون سائح كان نصيب مصر منها فى السنة قرابة 2.2 مليون سائح، وأن مصر تمتلك ما يؤهلها أن تستقبل 5 مليون سائح سنويا، حيث إن الفنادق السياحية فى مصر من أفضل الفنادق على مستوى العالم .
ودعا نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحية بالبحر الأحمر وزيرى السياحة والطيران بالاستعداد لاستقبال الأعداد السياحية من الروس ، مؤكدا على أهمية التنسيق والتسويق المميز لاستقبال السياح من جانب وزارتى السياحة والطيران .
وتطرق الخبير السياحى إيهاب شكرى إلى أنه رغم حظر السفر لمصر منذ نوفمبر 2015 إلا أن هناك الكثير من السياح الروس كانوا يصلون للبحر الأحمر عن طريق خطوط الطيران الأخرى، مؤكدا أن الشعب الروسى تعد مصر بالنسبة له وطنه الثانى، حيث إنه يتجاوز عدد الروس المقيمين إقامة دائمة بالبحر الأحمر 20 ألف روسى، فضلا عن الآلاف الذين يعملون فى المجال السياحى بالغردقة كمرشدين ومرافقين لمجموعات سياحية ومدربين غطس .
كما أكد شكرى، أن وصول الطائرات الروسية لمطار القاهرة، يعد بمثابة وصول السياحة الروسية لمصر بنسبة 70% ، موضحا أن أغلب السياح الروس سيصلون للغردقة وشرم الشيخ عن طريق الطيران الداخلى، حيث إن هناك أعداد كبيرة من الروس تصل إلى الغردقة عن طريق خطوط الطيران الدولية الأخرى .
من جانبه، قال بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، أنه بلا شك أن توقيع مرسوم عودة رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو، يعد مؤشرا جيد بعودة السياحة الروسية لمصر مرة أخرى .
وأضاف نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، أن فى حال فتح الطيران الشارتر بين المدن السياحية بالبحر الأحمر، لابد أن يكون هناك تنسيق على الأعداد الواردة وخاصة بين الفنادق وشركات السياحة من جانب وزارة السياحة والطيران .
وطالب أبو طالب، بفتح اسواق جديدة أمام السائح الروسى داخل مصر وأعداد برامج أخرى جديدة له لتكون عودة جديدة بعهد جديد متميز من خلاله يتم جذب لا يقل عن 5 ملايين سائح روسى لمصر.
كما طالب نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، بأن يتم استقبال رحلات طيران شارتر عقب السماح لها من جانب روسى بالوصول لمصر للمطارات المصرية المختلفة مثل مطار برج العرب ومطار أسوان والأقصر وليست الغردقة وشرم الشيخ فقط .
وأوضح أبو طالب أن السائح الروسى، إذا تم السماح له بزيارة الوادى الجديد والإسكندرية وكذلك أسوان والأقصر من المحتمل أن تستقبل مصر أكثر من 5 ملايين سائح فى السنة .
كما طالب باستقبال السياح الروس كأنهم يصلون لأول مرة إلى مصر، بفكر جديد؛ وبرامج جديدة، وعمل توعية لجميع العاملين فى النشاط السياحى فى المتعاملين مع السائح فى كل مكان .