أخبار عالمية

الجارديان: الموصل تدفع ثمن تحريرها من أيدي «داعش»

الجارديان: الموصل تدفع ثمن تحريرها من أيدي «داعش»

​خصصت صحيفة "الجارديان" البريطانية افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة للحديث عما بعد معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، وحملت عنوان "ثمن الانتقام" في إشارة إلى الانتهاكات التي تحدث في حق المدنيين في المدينة بأيدي القوات العراقية.

الصحيفة البريطانية قالت إنه في الأيام التي أعلنت فيها بغداد عن تحرير الموصل، آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، ظهرت أدلة على انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان وهجمات انتقامية ضد أعضاء يشتبه في انتمائهم للتنظيم.

ولفتت إلى أن هذه الأدلة تتضمن تسجيل مصور يظهر على ما يبدو أن القوات العراقية قتلت عنصرا غير مسلح من خلال رميه من حفرة عالية، كما ارتكبت أعمال عنف وحشية ليس فقط ضد المقاتلين المزعومين ولكن أسرهم أيضا.

وظهرت في وقت سابق لقطات لأعضاء وحدة القوات الخاصة تقوم بعمليات إعدام وتعذيب للمدنيين. وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن الأسبوع الماضي أن الحكومة ستتخذ إجراءات ضد هؤلاء الجنود ولكن ليس بعد الآن لأنها "ستفسد الاحتفالات الحالية بالنصر".

الصحيفة البريطانية قالت إن ذلك الانتصار تحقق بتكلفة باهظة من انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات انتقامية من أشخاص يشتبه في أنهم تابعين للتنظيم.

وترى الصحيفة أن تلك الصور ستبقى عالقة في الأذهان لمدة أطول من صور الجنود العراقيين وهم يرقصون فرحا بالانتصار، لأن الانتصار العسكري ليس إلا انتصارا جزئيا.

"الجارديان" أكدت على أن مستقبل العراق ستحدده رهانات مختلفة منها ما هو جيوسياسي يتعلق بكيفية تأمين بلد في منطقة مشتعلة، تتدخل فيها العديد من الدول الأجنبية. ومنها ما هو نفسي، إذ كشف الخبراء أن أطفال الموصل يعانون من مشاكل نفسية، إذ ينامون في كوابيس ولا يستطيعون التعبير عن عواطفهم.

واعتبرت الصحيفة أن المطلوب هو الوقف الفوري لكل أشكال الانتهاكات ومحاسبة كل من يستهدف المتشبه في انتمائهم لتنظيم "داعش" الإرهابي وعائلاتهم، مشيرة إلى أن ما يحدث الآن هو أن الجنود وعناصر الميليشيات يعتقدون أنهم يفلتون من العقاب مهما فعلوا، لذلك فهم يرغبون في الظهور في الصور وهم يعذبون المعتقلين والابتسامة على وجوههم.

زر الذهاب إلى الأعلى