بعد مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، تصاعدت وتيرة الصراع بين موسكو من جهة والغرب من جهة أخرى، خاصة بعد الحديث عن عملية عسكرية موسعة تشنها موسكو خلال الربيع المقبل.
خطة الصين لإنهاء الأزمة الأوكرانية
ولكن على الجانب الآخر، ظهرت بوادر إيجابية خاصة مع خطة السلام التي اقترحتها الصين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان صادر عنها اليوم، أن هناك خطة سلام دعمتها 141 دولة في الأمم المتحدة.
وطالبت الخارجية الألمانية، في بيانها الصين بضرورة الضغط على روسيا لإقناعها بهذه الخطة، لإيقاف الحرب المستعرة في أوروبا.
ووافقت الأمم المتحدة، أمس الخميس على مشروع قرار يدعو لانسحاب روسي فوري من أوكرانيا.
الأمم المتحدة تطالب روسيا بالانسحاب فورا
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميسمشروع قرار يدين الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك بعد جلسة تصويت يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس على قرار يدعو إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، في نص تأمل كييف وحلفاؤها الحصول على أوسع دعم ممكن له.
سلام عادل ودائم في أوكرانيا
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في الجمعية العامة أمس الأربعاء: “إنني أناشدكم: هذه لحظة حاسمة لإظهار الدعم والوحدة والتضامن”.
وأضاف في اليوم الأول من المناقشات المكرسة لغزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير: “لم يكن الخط الفاصل بين الخير والشر واضحا في التاريخ الحديث كما هو اليوم، دولة تريد البقاء على قيد الحياة وأخرى تريد القتل والتدمير.
وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن يحصل النص الذي سيطرح للتصويت في نهاية اليوم الثاني، على عدد أصوات يساوي على الأقل عدد الذين أيدوا قرارا في أكتوبر. وكانت 143 دولة صوتت حينذاك لصالح القرار الذي يدين ضم روسيا عددا من الأراضي الأوكرانية.
ويؤكد مشروع القرار غير الملزم الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
كما يؤكد من جديد التمسك بـ وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا و يطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى “وقف الأعمال العدائية”.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أمله في هذا السلام، إذ انتقد “إهانة ضميرنا الجماعي” المتمثلة في غزو أوكرانيا. وقال إن “العواقب المحتملة لتصعيد النزاع خطر واضح وقائم حاليا”، في إشارة خاصة إلى المخاطر النووية.
حرب غير شرعية
في خطاب مناهض للغرب يذكر بالحرب الباردة، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الجاري بمواصلة هجومه “بشكل منهجي” في أوكرانيا.
وهاجم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الغربيين في الجمعية العامة. وقال: “في إطار رغبتهم في إلحاق هزيمة بروسيا بأي طريقة ممكنة، يمكن أن يضحوا ليس بأوكرانيا فقط بل هم مستعدون لإغراق العالم كله في الحرب”.
وردّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلا إن هذا النزاع ليس مسألة “الغرب ضد روسيا”، موضحًا أن “هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب”.
وحظيت القرارات الثلاثة المتعلقة بالغزو الروسي التي صوتت عليها الجمعية العامة خلال عام على تأييد ما بين 140 و143 صوتا مقابل خمس دول صوتت بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلدا آخر عن التصويت.
لكن حجم التأييد للقرار الرابع جاء مختلفا إلى حد ما (93 صوتًا مقابل 24 ضده و58 امتناعا عن التصويت). وينص هذا القرار على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
من جهتها، حاولت بكين التي امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على أوكرانيا، الأربعاء، أن تلعب دور وسيط بتقديم رؤيتها “لتسوية سياسية” للنزاع، إلى موسكو.
واستقبل الكرملين رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني وانج يي بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية بعد المحادثات مع كبير الدبلوماسيين الصينيين إن “الشركاء الصينيين أطلعونا على أفكارهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية بالإضافة إلى مقاربتهم لتسويتها السياسية”، لكنه أشار إلى أنه “لم تطرح خطة (سلام) منفصلة”.