عندما كشف الصانع البافاري عن طراز «إكس 6» لأول مرة خلال العام 2008، تنبأ العديد من المراقبين بأنّ الأخيرة التي اعتبروها فئة أقل عملية من طراز «إكس 5» لن تنال استحسان العملاء، وأنّ النجاح الكبير الذي تمتعت به «إكس 5» وما تزال لن تعرفه السيارة التي نتحدث عنها هنا.
ولكن في الحقيقة فإنّ مبيعات لا تقل عن 10 آلاف وحدة سنويًا في أوروبا، وأكثر من نصفها في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها كذّبت هذه الاعتقادات وجعلت من «إكس 6» واحدة من أنجح سيارات «بي إم دبليو».
أما الفئة «إكس 6 إم» التي نتحدث عنها هنا، فهي بدورها واحدة من أبرز الخيارات التي تتوفر في سوق مركبات الدفع الرباعي متعددة الاستخدام عالية الأداء.
مواصفات ميكانيكية ذكية
ميكانيكيًا، تتمتع «إكس 6 إم» بمحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.4 ليترات مع شاحن هواء تيربو مزدوج، وعُزز هذا المحرك بتقنية هجينة جزئيًا دون أن يغير هذا أرقام الأداء بالمقارنة مع المرحلة الأولى للجيل الحالي قبل عملية تحسين المنتج التي خضعت لها السيارة، إذ لا تزال قوة المحرك على حالها مع 617 حصانًا مقابل 750 نيوتن متر لعزم الدوران، كما تمت المحافظة على علبة التروس أوتوماتيكية المكوّنة من ثماني نسب والتي تنقل القوة للعجلات الأربعة.
ولكن، ورغم أنّ أرقام الأداء لم تتغير، إلا أنّ الطريقة التي تتصرف بها السيارة على الطريق تغيرت، وذلك لأن التقنية الهجينة جزئيًا التي تتوفر للسيارة، والتي تستخدم بطارية 48 فولت، تعمل على توليد قوة 12 حصانًا وتوفير عزم دوران يصل لغاية 199 نيوتن متر، ما يؤمن للسيارة الاندفاعة القوية على سرعات دوران محرك منخفضة، وبذلك لا يضطر السائق لانتظار ارتفاع سرعة دوران المحرك كي يحصل على العزم، إذ إنّ المنظومة الهجينة تُسعف المحرك بهذه الحالة وتؤمن للسيارة عزمًا ولو كان قليلاً، إلا أنه يتوفر عند الحاجة الماسة إليه.
تحسينات على علبة التروس
وبالإضافة إلى هذا الأمر، خضعت بعض مكونات علبة التروس للتعديل، بحيث أصبحت نسبها الثلاث الأولى أقصر، ما وفر للسيارة إمكانية التسارع بشكلٍ أفضل، علمًا بأنّ هذه العلبة تتكوّن من الألومنيوم المصبوب مع أذرع تساعد في التبريد الذي استفاد بدوره من زيادة سعة الحيز المخصّص لسائل التبريد الخاص بالعلبة.
وفي سياق المحافظة قدر الإمكان على مستويات انبعاث منخفضة، تستخدم «إكس 6 إم» أنابيب عادم تتقاطع مع بعضها من أجل تصريف الغازات بكفاءة أفضل.
بجانب ذلك، تم تعزيز صلابة مكونات السيارة الميكانيكية، في الوقت الذي تم تجهيز صمامات شاحن الهواء بتقنية كهربائية تُحسن مستويات سحب الهواء.
على صعيد الأداء، تتمكّن «إكس 6 إم» من الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.7 ثوان، ثم متابعة التسارع حتى الوصول إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا عند 250 كلم/س، علمًا بأنه يمكن طلب حزمة «إم» التي تتضمن إلغاء محدد السرعة وبلوغ سرعة 285 كلم/س.
خطوط خارجية رياضية
على صعيد خطوطها الخارجية، أبرز ما يمكن ملاحظته في «إكس 6 إم» هي المصابيح الأمامية ذات التصميم الذي يتشابه مع ما يتوفر للفئات التقليدية، ولكن مع وجود اللون الأسود الذي يُعزز شخصية السيارة الهجومية من الأمام، إذ تتناغم هذه المصابيح مع شبكة التهوية ذات الحضور القوي.
مقصورة قيادة فاخرة
وتمامًا كما حصل مع الفئات التقليدية من «إكس 6»، زودت «إكس 6 إم» بلوحة عدادات قياس 14.9 بوصة، بالإضافة إلى شاشة لعرض عمل نظام المعلومات والترفيه بقياس 12.3 بوصة، إلا أنّ الاستخدام المكثّف للمواد عالية الجودة بالمقارنة مع ما يتوفر للفئات التقليدية عزّز مستوى الفخامة داخل السيارة، علمًا بأنّ الإضافات الخاصة بالفرع «إم باور» من «بي إم دبليو» تساهم بدورها في تميز السيارة، خاصةً على صعيد عتلات التعشيق المثبّتة على المقود، مقبض علبة التروس والإكسسورات التي تحمل شعار «إم» داخل المقصورة.