يعد مسجد وضريح الشيخ على الروبى بمحافظة الفيوم، واحدا من أهم المساجد الأثرية بالمحافظة، حيث يتميز بموقعه فى حى شعبى مميز بمدينة الفيوم، وله طراز معمارى خاص، بالإضافة إلى أنه المسجد الأثرى الوحيد الذى يحتوى على ضريح، وتخطى عمره ال626 عاما، ويزوره المئات من أبناء المحافظة من مختلف القرى والمرتكز، ويقام به مولد سنوى ليلة النصف من شعبان.
يقول الدكتور رامى المراكبى، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الفيوم أن مسجد على الروبى بنى فى عهد السلطان برقوق فى الفترة من ( 784 إلى 801 هـ / 1382 إلى 1398 م ) وتم تجديد الضريح والمئذنة فى عهد الأمير أحمد كتخدا عزبان فى عام ( 1120 هـ / 1717 م ) ويقع كل من ضريح ومئذنة الشيخ على الروبى فى شارع الروبى عند تقاطعه مع شارع سوق الصوف، ويتصل نسب الشيخ على الروبى إلى آل البيت العباسى، ويقال إن الشيخ على الروبى بشر برقوق بتولية السلطنة منذ أن كان أميراً وكان برقوق تلميذاً للشيخ الروبى ولذلك بنى المسجد وأطلق عليه اسمه .
كما أوضحت أميرة محسن مفتشة الآثار، إن الواجهة الرئيسية للضريح تطل على شارع الروبى ويتقدمها ساحة متسعة يقع على جانبها الجنوبى مسجد الروبى، وتمتد هذه الواجهة من الشمال للجنوب بطول 18.50م وتطل على الساحة التى تتقدمها ب3 عقود نصف دائرية
ولفتت أميرة محسن أن القبة تظهر من الخارج وهى ذات خوذة ملساء يفتح بأسفلها نوافذ صغيرة معقودة بعقود نصف دائرية، كما يفتح بأعلاها فتحات غير منتظمة الأضلاع للإضاءة والتهوية، ويتوسط قطبها فتحات للإضاءة، يعلوها صارى نحاسى ينتهى بهلال. وهى ذات مسقط مربع طول ضلعه 7.80م
أما القبة من الداخل فهى ذات رقبة مستديرة ملساء ارتفاعها 1.50م يتخللها 32 نافذة متشابهة صغيرة الحجم، ويغشى كل منها حجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون. يلى الرقبة خوذة ملساء ذات مقطع نصف دائرى يفتح بأعلاها 8 فتحات صغيرة مستديرة غشيت بزجاج ملون “قماري” أما قطب القبة فتشغله ست فتحات متشابهة كل منها على شكل كندة كبيرة مغشاة بالزجاج الملون.
ولفتت مفتشة الآثار أن أرضية الضريح فرشت ببلاطات حجرية مستطيلة، كما يتوسط الأرضية مقصورة خشبية نفذت جوانبها بحشوات من خشب الخرط، ويعلو هذه المقصورة سقف خشبى من ألواح خشبية، وبداخل المقصورة تركيبة عليها شارة خضراء من قماش الستان.
ولفتت مفتشة الآثار أن الواجهة الشرقية للضريح تمتد جهة الجنوب حيث قاعدة المئذنة التى يفتح بها باب معقود بعقد نصف دائرى ويغلق عليه مصراع خشبى، خلفه سلم حجرى يؤدى إلى سطح الضريح وبداية الدورة الأولى للمئذنة ثم الدورة الثانية ثم الجوسق المكون من 8 أعمدة متشابهة لكل منها بدن أسطوانى المسقط يحمل سقفاً حجرياً، ويحمل هذا السقف قمة المئذنة وهو عبارة عن صارى نحاسى يعلوه هلال، وتم إجراء اخر ترميم لهذا الآثر عام 2006 م تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.