أكد وزير الخارجية سامح شكرى إلى الحاجة لتعزيز دور حركة عدم الانحياز وإحياء مبادئ باندونج، وذلك في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المتزايدة أمام الدول النامية، مشيرا إلى مصر كانت سبّاقة في إرساء وصون مبادئ باندونج، لاسيما احترام القانون الدولي، وسيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والالتزام بمقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، لإقامة عالم مستقر يقوم على التضامن الدولي والازدهار المشترك، جاء ذلك خلال إلقاءه كلمة مصر أمام القمة التاسعة عشر لدول عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أشار وزير الخارجية إلى أن الاجتماع يأتي في توقيت يواجه فيه عدد من أعضاء الحركة تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره بل وبقائه، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أزمة واسعة النطاق، إثر استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، مما خلّف حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال، موضحا أن التدمير بلغ حداً غير مسبوق لم تسلم منه المنشآت الطبية، والإنسانية، والبنية التحتية الأساسية، ودور العبادة، وقامت إسرائيل باستهداف العاملين بالمجالين الطبي والإنساني، وموظفي الأمم المتحدة، والصحفيين.
أوضح وزير الخارجية أن هذه الانتهاكات أدت إلى دفع أكثر من 1,6 مليون فلسطيني في قطاع غزة للنزوح، في مواجهة ممارسات إسرائيلية تفرض الحصار، والتجويع، وتعرقل المساعدات الإنسانية، وتتمادى في خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أكد وزير الخارجية أن مصر تدعو لتمسك حركة عدم الانحياز بمواقفها التاريخية للتنديد بالممارسات الإسرائيلية غير المشروعة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وتؤكد مصر أن السلم والاستقرار لن يتحقق في الشرق الأوسط سوى بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد القارة الأفريقية، أكد وزير الخارجية تضامن مصر مع الدولة السودانية وجميع أطياف الشعب السوداني الشقيق، وتعرب عن قلقها البالغ من استمرار المواجهات العسكرية، وتجدد دعوتها لكافة الأطراف لإعلاء مصالح السودان والالتزام بوقف إطلاق النار، واللجوء للحوار.
وأوضح أن مصر انطلاقاً من حرصها على حقن دماء الشعب السوداني وتخفيف معاناته الإنسانية، قامت مصر باستقبال أكثر من 350 ألف من الأخوة السودانيين منذ بدء الأزمة، كما أطلقت آلية دول جوار السودان لدعم الرؤية والملكية الوطنية السودانية لحل الأزمة.
وتشدد مصر على دعمها التام لوحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، وسيادة الصومال علي كامل ترابه، وتشجب مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أي طرف إقليمي لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدي على سيادة وحق الصومال – دون غيره – في الانتفاع بموارده، محذؤا من التحركات التي تقوض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار في سياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول، وفق وزير الخارجية.