قال الصادق المهدى رئيس حكومة السودان الأسبق، إن انفصال جنوب السودان تكرس منذ أيام الاحتلال البريطانى، مؤكدا أن تم فرض النظام فى الشمال الهوية الإسلامية سبب انفصال جنوب السودان لشعور المواطن به بالغربة، ومشيرا إلى النظام أهدر أكثر من 50 مليار جنيه من أموال النفط.
وأضاف رئيس حكومة السودان الأسبق، أن كانت هناك حلول أخرى غير انفصال الجنوب مثل الكونفدرالية واللامركزية، مشيرا إلى أن إذا استمر الحكم السيئ والإدارة الفاسدة ستتفتت السودان أكثر، لافتا إلى أن النخبة الحاكمة تسيطر على الثروات والشعب يعانى من الفقر والظلم.
وأضاف الصادق المهدى خلال حواره مع الإعلامى تامر أمين عبر برنامجه “الحياة اليوم” المذاع على فضائية “الحياة”، أن استدراك مخاطر انفصال الجنوب ممكن لان الجنوبيين أدركوا الانفصال والكونفدرالية هى الحل، مؤكدا أن المركزية الحزبية ذات المرجعية الإخوانية فى السودان فشلت، مشيرا إلى أن شمال السودان يعانى أكثر من الجنوب بسبب الانفصال لان النظام الحاكم أهدر أكثر من 50 مليار جنيه من أموال النفط، مضيفا أن الحكم الأمنى تسبب فى عجز مالى كبير بعد انقطاع موارد البترول بالجنوب والطرفان يريدان التراجع عنها.
وأشار المهدى إلى أن مياه النيل والأمن الغذائى والتبادل التجارى بين الشمال والجنوب قضية حيوية، مؤكدا أن كل من راهنوا على دولة جنوب السودان أدركوا أن تصورهم كاذب، والشمال أدرك استحالة فرض هوية ما على جنوب السودان مضيفا أن مجلس الأمن يمكنه أن يوفر للبشير مخرج آمن ونحن نؤيد ذلك عبر الحوار الوطنى الشامل.
وأوضح رئيس حكومة السودان الأسبق، أن دولة إسرائيل تعتقد أن أمنها الإستراتيجى يتحقق فى تمزيق المنطقة العربية، مؤكدا أن تفتيت العالم العربى خطر يهدد الغرب لأنه يزيد الإرهاب، لافتا إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك دعم عمر البشير فى بداية حكمه لانه كان يخشى تحقيق الديمقراطية فى السودان، موضحا أن نظام البشير كشف عن الهوية الإسلامية بمرجعية إخوانية فى بداية التسعينات.
وتابع المهدى أن الشعب السودانى غير صامت ولديه معارضة قوية تواجه دولة معيقة متحصنة بالأمن، مؤكدا أن نهج الإخوان فى مصر عقب ثورة 25 يناير كان واقعى ولكنه اختلف بسبب الضغوط التركية ورغبتهم فى السيطرة على الدولة، مضيفا أن تركيا والنظام الحاكم فى السودان شجعوا الإخوان على السيطرة على الدولة عقب الثورة بمصر.