فاز أوباما، طرطور أوباما المفضل «جو بايدن»، لعب دور «الدمية» بامتياز، اكتفى بارتداء الكمامة السوداء، يشغل النظارة فى دهشة، وتحرك أوباما فى خلفية المسرح بخفة ونشاط وحيوية، قاد الحملة الديمقراطية نحو البيت الأبيض من الخلف، وزع الأدوار، وحشد الأنصار، ولعب على التناقضات والعرقيات واللونيات، لعب دور «الشريك الخفى».
ترامب لم يخسر أمام «جو زهايمر»، ترامب لم يفطن للاعب الرئيس، انشغل بلكم الدمية «جو النعسان» فى ركن الحلبة، على وقع صيحات الجمهوريين، استهدف ترامب الطرطور ولم يقرأ ما بين وخلف السطور.
غرور ترامب غفل عن تحالف أخطر العقول الأمريكية الشريرة (أوباما + هيلارى)، اجتمعا معا ليخرجاه من البيت الأبيض بكل الطرق المشروعة تصويتًا مباشرًا، وغير المشروعة تصويتًا منزليًا عبر البريد، حاجة كده من رائحة انتخابات دول الموز!.
أزمة ترامب، بل قل مصيبته، أنه كان يحلم يقظًا، وأحلام اليقظة إذا سيطرت على الوعى صارت خبلًا، نسى فى غمرة تغريداته الكثيفة أن التصويت المبكر فى الصناديق وليس فى الفضاء الإلكترونى، وأن ملايين متابعيه خارج الولايات المتحدة على «تويتر» ليس لهم حق التصويت!.
فائض الثقة كلف ترامب فرصة سنحت للخلاص من عصر أوباما، صفحة أوباما فى «كتاب لعبة الأمم» مريعة، اضطرابات حول العالم، إسقاط دول وممالك وتايكونات، تمكين جماعات وعصابات من دول ذات حضارات، أوباما اجتهد لهزيمة ترامب، كما يقال ليس حبًا فى «جو» ولكن كرهًا فى ترامب الذى يمقته.
دلنى على سبب دعاء الإخوان «المسلمين» ليفوز جو بايدن «الكاثوليكى»، دلنى على سبب لحماسة قطر وتركيا والإخوان لإسقاط ترامب، حلف أوباما المقبور فى المنطقة يستيقظ مجددًا، ومن جديد سنشاهد الوجوه الإخوانية اللزجة فى ردهات البيت الأبيض مخنوقة من رقابها كالخراف برابطات عنق بألوان العلم الأمريكى (تزلفًا).
ترامب واجه بغباء تاريخى حلفًا شريرًا داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، حلفًا شيطانيًا يحظى بدعم قطاعات واسعة من الليبراليين العرب، دونما سبب منطقى، إلا إذا كانت خريطة الوطن العربى ممزق الأوصال بفعل مخططات أوباما تغبطهم كثيرًا، ويتمنون رؤية أوباما مجددًا فى جامعة القاهرة يداعب عقول العصافير بالحلم الأمريكى.
غادر ترامب غير مأسوف عليه، لا تأسف على أرعن أضاع هدفًا تاريخيًا والمرمى مفتوح، وسيحل أوباما ضيفًا ثقيلًا بكمامة سوداء على المنطقة، ليعيد على مسامعنا خطبه التى تشبه محاضرات الخوجة الإنجليزى فى المدارس المختلطة.