من ميزات الشريعة الإسلامية أنها أتاحت لجميع الأفراد حرية الاختيار فى الأمور التى يباح فيها ذلك، ومن أبرز الأمور التى شددت الشريعة عليها هو حق المرأة في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج منه، ومع ذلك فإن هناك بعض المجتمعات التي تجبر السيدات فيها على الزواج بشخص لا ترغب فيه.
إطلاق مبادرة تيسير الزواج الجماعي في قنا (صور)إطلاق مبادرة تيسير الزواج الجماعي في قنا (صور) حقيقة فرض رسوم سنوية على عقود الزواجحقيقة فرض رسوم سنوية على عقود الزواج
وتساءل كثيرون عن حكم الشرع فى إجبار المرأة على الزواج بشخص لا ترغب فيه، وفي هذا الإطار أوضحت لجنة الفتوى بمجع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه لا يجوز إجبار المرأة على الزواج بشخص لا ترغب فيه، وأنه في حالة إجبارها على ذلك فإن هذا الزواج لا يجوز، لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رفض هذا الزواج.
وأشارت الجنة إلى أن علامات موافقة الفتاة “البكر” التى لم يسبق لها الزواج، تختلف عن “الثيب” وهي التى سبق لها الزواج قبل ذلك، بحيث يكتفي من الفتاة البكر بالسكوت عند أخذ رأيها بينما الثيب لا بد من أن تصرح بالقول الواضح أنها تريد الزواج من هذا الشخص، وأنه ورد عن النبى –صلى الله عليه وسلم- قوله “لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولاتنكح البكر حتى تستأذن” قالوا يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال “أن تسكت” وفي رواية أخرى “الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر وإذنها سكوتها” كما ورد فى مسند الحارث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال لرجل زوج ابنته دون أن يستشيرها “أشيروا على النساء في أنفسهن”.
وأكدت لجنة الفتوى، أنه يفهم من هذه الأحاديث أنه يجب على ولي الأمر أخذ رأي المرأة عند تقدم شخص للزواج بها، ولا بد من موافقتها عليه سواء أكانت تلك الموافقة بالقول الواضح من الفتاة “الثيب”، أو بالسكوت من المرأة “البكر”.
ما حكم الشرع في زواج المرأة من شخص لاترغب فيه؟.. تعرف على رد لجنة الفتوى
ومن الأدلة على أنه لا يجوز إجبار المراة على الزواج من شخص لا ترغب فيه، هو أنه ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عند علمه بزواج مرأة دون من رجل لا ترغب الزواج منه، أنه خيرها أن تكمل في هذا الزواج أو أن ترفضه، ورأى البخاري في صحيحه أن “خنساء بنت خادم زوجها والدها وهى تكره هذه الزواج، وكانت “ثيب” فأتت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فرفض هذا الزواج.
كما ورد في السنن أن جارية كانت بكرا جاءت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وأخبرته أن والدها زوجها وهى لا ترغب في هذا الزواج، فأخبرها النبى أن لها حرية الاختيار في إكمال هذا الزواج أو فسخ العقد، كما ورد أيضًا أن امرأة استشهد زوجها فى غزوة أحد وكانت رزقت منه بولد، فتقدم لخطبتها أخو زوجها ورجل آخر، فزوجها أبوها من الشخص الآخر، فأخبرت النبى –صلى الله عليه وسلم- أنها لا تريد هذا الشخص الغريب وتريد الزواج من أخو زوجها السابق، لأنه أخذ منها ولدها، فقال له النبى –صلى الله عليه وسلم- ” أنت الذي لا نكاح لك اذهبي فانكحي عم ولدك”.