أقلام حرة

مقال للكاتب ” عبد المنعم سعيد ” تحت عنوان ( رسالة من أمريكا )

لم أصدق نفسى عندما وجدت هيلارى كلينتون المرشحة السابقة للرئاسة، ووزيرة الخارجية السابقة، وعضو مجلس الشيوخ السابق، وقبل كل ذلك السيدة الأولى على مدى ثمانية سنوات كان زوجها بيل كلينتون رئيساً للدولة، عندما قالت إنه لا يمكن الرد بطريقة متحضرة إذا كان القول الآخر يهدد القيم الأمريكية. قبلها كان أحد زعماء الحزب الديمقراطى يقول إنه عندما يهبط الطرف الآخر، الجمهورى، بالحديث فإننا لا نعلو به، وإنما «نضرب». كان ذلك تعديلاً على قول للسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما الذى جاءت به وقت الحملة الرئاسية لعام ٢٠١٦ بأنه عندما يهبط الجمهوريون بالحديث، فإننا نعلو بالقيم. كان الرئيس دونالد ترامب قد بدأ الخطاب الأمريكى السياسى بقواميس من اللغة والكلمات كان قليلها يذهب إلى منافسيه من الحزب الديموقراطى، أما الأكثر فكان إزاء منافسيه فى الحزب الجمهورى. كان هذا الحزب الأخير يتعرض لعملية فرز كبيرة، وقف فيها دونالد ترامب فى ناحية، وسبعة عشر مرشحا جمهوريا فى ناحية أخرى. سقط الواحد منهم بعد الآخر، وعندما وصل السباق إلى نقطة النهاية كان هناك اثنان ـ عضو مجلس الشيوخ «كروز»، وحاكم ولاية أوهايو «كيسيك» ـ مرهقان ولا يملكان الكثير من الأصوات. وصل ترامب إلى ترشيح الحزب الجمهورى فوق الجثث السياسية والفكرية للحزب الجمهورى. وعندما بدأت المعركة مع هيلارى كلينتون بدا الأمر كما لو أنه لا توجد فيها قفازات، ولا يوجد فيها الكثير من السياسة، وإنما القدرة على تمريغ الطرف الآخر فى الوحل. ترامب لم يكن لديه مشكلة بعد أن تكاثر ذكر الفضائح الشخصية والمالية؛ وهيلارى عندما غمرتها فضيحة الرسائل الإلكترونية فلم يكن ذلك كافياً وإنما كان ضروريا استدعاء فضائح زوجها السابقة هو الآخر. وفى ليلة الانتخابات كان الظن أنها ستكون ليلة طويلة نتيجة التقارب فى استطلاعات الرأى العام، ولكن الليل كان قصيرا فقد فاز ترامب قبل منتصف الليل!.

زر الذهاب إلى الأعلى