نشر موقع البديل مقال للكاتب هاني هنداوي تحت عنوان ( إن سألوك عن الإرهاب فقل أحبوش ! ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- تلعب الأنظمة القمعية بورقة الإرهاب على طريقة لاعبي السرك المهرة ، حاجة تلك الأنظمة إلى الإرهاب حتمية لإبقائها على قيد الحياة ، أشبه باحتياج الرضيع لعلبة لبن أطفال عليها شعار ( تحيا مصر ) ، أو كحلم فقير جائع بـ ( كارت الخبز الذهبي ) ، فورقة الإرهاب عند النظام رابحة دوماً ، وقادرة على هزيمة أي أوراق أخرى تنادي بالحرية والعدل والمساواة .
- لا تندهش عند استدعاء حديث الإرهاب في كل الخطب والمناسبات واللقاءات الرسمية ، فلا حديث عن الحقوق المنقوصة سيشفع ، ولا حديث عن المحاسبة سيلقى بالاً واهتماماً طالما أولادنا يستشهدون بجسارة في حرب ضارية أمام ذاك الغول الجاثم على صدورنا ، والمدمر لمستقبلنا وحقنا في أن نحيا كما في أوروبا والدول المتقدمة .
- لا أقصد الاستهانة بعدو أحمق يتربص بالإنسانية كلها ، وليس بنا نحن فقط ، ولكن ما يميزنا عن أي نظام أننا جعلناه كـ ( ثعبان موسى ) ، نلقي به مع كل إخفاق وتدهور ، فيلتهم في لحظات كل ثعابين الفساد والقصور في الأداء والعجز عن إيجاد حلول للأزمات التي تتكاثر وتتسرب وتتشعب ، فيصبح الحل الأسهل للأزمة ، ليس المعالجة والمصارحة ، ولكن ( تحضير عفريت الإرهاب من القمقم ) .
- للإرهاب وجوه كثيرة ، عندما قال الرئيس ” السيسي ” في تصريح أخير إن المصريين لفظوا الإرهاب ، ولكنه نسي لكثرة مشاغله فيما يبدو أن يكمل العبارة بأن المصريين لفظوا الإرهاب المسلح وإرهاب الدولة أيضاً ، فعدم تنفيذ القوانين إرهاب ، ومحاولة تركيع الدستور لحساب شخصه إرهاب ، وتكميم الأفواه إرهاب ، والتضليل والإصرار على الفشل إرهاب ، وإجبارنا على طريق لم نختاره إرهاب ، وإلقاء التهم دون سند إرهاب ، والتصالح مع المجرم بلا عقاب إرهاب ، وإرغامنا على التفريط في الأرض إرهاب ، والدعوة لعبادة الرئيس والالتزام بقرآنه ( اسمعوا كلامي أنا بس ) هو الإرهاب ذاته ، بل وفي أزهى عصوره أيضاً .
- قد أتُهِم بالخوض في ( الذات النظامية ) ، وربما يصبح دمي مهدوراً لأنني رفضت الاصطفاف مع الدولة في خطابها البليد الذي يُختصر في أن الإرهاب ( وحش / كوخة ) .. يا سيادة الرئيس لو سألت المصريين عن مشاعرهم تجاه الإرهاب ، سيقولون لك بمنتهى الصدق وعلى طريقة مسلسلات رمضان : ( الإرهاب أحبوش ) ، ولكنهم سيطالبونك أولاً بمكافحة كل صور الإرهاب ، فإن فعلت وجدتهم في الصفوف الأمامية ، وإن راوغت سيعرضون عنك استناداً للمقولة الشعبية الموجزة : ( اللي حضر عفريت الإرهاب هو بس اللي يعرف يصرفه ) .