الالتهاب الكبدى الوبائى “ب” والمعروف باسم فيروس بى من الأمراض المظلومة فى مصر ولا يوجد اهتمام إعلامى كافٍ يناسب الأعداد الكبيرة من المصريين المصابين بهذا المرض، ونسلط الضوء خلال هذا التقرير على أحدث العلاجات الجديدة لفيروس ب، يقدمها لكم طبيب الكبد د. هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس.
فى البداية يوضح الدكتور هشام الخياط أن أدوية علاج فيروس بى الحديثة والموجودة حالياً مثل الأنتيكافير والتينوفوفير لا تساهم فى الشفاء التام من الفيروس ويصبح معها علاج المرض أمرا صعبا، بل يجب استخدام هذه العقاقير طوال العمر كأدوية الضغط والسكر، لأنها لا تؤثر على بروتين السطح الخاص بالفيروس، وتبقى فرص التخلص منه نادرة وتحدث بنسبة 1%، وإزالة هذا البروتين أمر ضرورى لعلاج المرض.
ويتابع أستاذ الكبد: “صعوبة العلاج ترجع أيضاً لوجود البصمة الجينية للفيروس داخل جينوم الخلية فى النواة الكبدية، والمؤشر الحقيقى للشفاء من فيروس بى هو اختفاء بروتين السطح وتكوين أجسام مضادة له وهو ما يعنى التخلص الحقيقى الكامل من شفرة الفيروس داخل نواة الخلية”.
العلاجات الجديدة وفيما يتعلق بالعلاجات الجديدة لفيروس بى، فأشار الدكتور هشام الخياط أنها تشمل: هناك العديد من الجزيئات والأدوية الجديدة فى طور التجارب الإكلينيكية الأولى تشير أنه يمكن الشفاء من فيروس ب تماما عن طريق استخدام كوكتيل من الأدوية الجديدة مع الأدوية الموجودة حاليا.
هناك دواء سيتم إجازته قريبا من قبل منظمه الأدوية والأغذية الأمريكية FDA وهو يسمى “تاف” أو “TAF” وهو اختصار لـ”تينوفوفير الفانميد فيموريت”…وهو مشتق من دواء التينوفوفير المتواجد حاليا ولكنه أكثر فعالية وجرعته تقل 12 مرة عن دواء التينوفوفير، وهو ما يعنى أنه سيصبح آمنا تماماً بجانب فاعليته العالية. ولا يؤثر هذا الدواء أبدا على الكلى أو كثافة العظام عند استخدامه لفترات طويلة، ولكن لابد من حصول المريض على الدواء بصفه مستمرة طويلة الأمد مثل سابقيه.
هناك أيضاً العديد من الأدوية الحديثة التى تخضع للتجارب الإكلينيكية الآن مثل دواء الميركالدكس الذى يمنع دخول الفيروس إلى داخل فى الخلية الكبدية.
هناك كذلك عقاران جديدان لهما اسم كودى يعرف بـ”NVR3-778 ,” و”NVR1221″، يعملان عن طريق تعطيل وإحباط عمل نواة فيرس ب ونتائجهما جيدة أيضا. يوجد أيضاً دواء آخر يمنع خروج الفيروس من الخليه الكبدية المريضة لإصابة خلايا كبدية سليمة مما يحد من العدوى فى نفس كبد المريض وله أيضا اسم كودى REP9AC.
هناك أيضاً العلاج المناعى سواء بما يسمى بالتطعيم العلاجى وهو أسلوب جديد يتم باستخدام فاكسين يؤدى إلى علاج المريض التام من الفيروس ب، بالإضافة إلى إحداث مناعة طويلة الأمد ضد الفيروس. هناك أسلوب آخر للعلاج المناعى يتم تجريبه الآن بنجاح يعتمد على التخلص من الأجسام المناعية التى يحدثها الفيروس وتعيق الجهاز المناعى وتصيبه بالفشل التام، وهذا الأسلوب المستحدث يمثل طفرة جديدة فى علاج فيرس ب.
فى غضون سنوات قليلة سيكون العلاج الشافى لفيرس ب يتكون من كوكتيل من الأدوية الجديدة والأدوية الموجودة حاليا، سوف تؤخذ بشكل جماعى وليس دواء واحدا منفردا كما يحدث مع فيروس الإيدز وفيروس س حاليا.