أكد وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية البريطانية – توباياس إلوود – أن شرم الشيخ منتجع سياحى يتمتع بشعبية كبيرة بين السياح البريطانيين، لافتا إلى أن حكومة بلاده تعمل مع السلطات المصرية لإعادة الأمور الى طبيعتها ، واستئناف الرحلات فى أقرب وقت ممكن.
ووصف الوزير البريطانى فى لقاء مع وكالة أنباء الشرق الأوسط فى لندن اليوم الأربعاء قرار بلاده بإيقاف الرحلات الى شرم الشيخ بأنه كان أحد أصعب القرارات التى اتخذها رئيس الوزراء كاميرون ، وخاصة أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى كان مخططا لها، ونتطلع إليها.
واستدرك قائلا ” لكن المهمة الأولى لأى قائد هو ضمان أمن مواطنيه ، لذا كان على رئيس الوزراء اتخاذ هذا القرار الصعب جدا ، مشيرا إلى أن هذا الوضع ينطبق على شرم الشيخ فقط ، ولا يتعلق على أى مطار آخر فى مصر.
وشدد على ضرورة العمل بجهد كبير لإعادة الأمور إلى طبيعتها ، وأن هذا سيستغرق وقتا ، مشيرا إلى أن وفدا حكوميا رفيع المستوى سيغادر اليوم الى شرم الشيخ للعمل مع السلطات المصرية حتى يمكن العمل معا لضمان استئناف الرحلات فى أسرع وقت ممكن.
وحول ما إذا كان هناك إطار زمنى لاستئناف الرحلات مع شرم الشيخ ، قال الوزير البريطانى ” إن الأمر لا يعود له للقيام بذلك التقييم ” مشيرا الى أن هناك فريق تقييم مستقل ، مضيفا أن حقيقة قيام مغادرة وفد حكومى رفيع المستوى إلى شرم الشيخ والعمل مع السلطات المصرية هناك يعنى أن بريطانيا تقوم بأفضل ما يمكنها عمله لاستئناف هذه الرحلات بأسرع وقت ممكن.
وأكد أهمية استئناف الرحلات بين بريطانيا وشرم الشيخ ..ليس فقط على مستوى العلاقات المصرية – البريطانية ، ولكن باعتبار أن هذا المكان يمثل منتجعا سياحيا يتمتع بشعبية كبيرة بين السياح البريطانيين، الذين يحبون الذهاب إليه سنويا.
وقال “لدينا تقريبا نحو مليون زائر بريطانى يذهبون الى شرم الشيخ سنويا، ونعى أيضا أن هناك دولا أخرى سلكت مسلك بريطانيا بشأن نصائح السفر الى شرم الشيخ، لذا نحن نعمل مع السلطات المصرية على إعادة الأمور الى طبيعتها فى أقرب وقت ممكن” حسب قوله.
وبشأن زيارة الوفد التجارى البريطانى لمصر فى يناير المقبل ، قال إلوزير إنه يرغب السفر إلى مصر فى العام القادم ، مضيفا أنه زار مصر بصفته وزيرا لشؤون الشرق الأوسط أكثر من أى دولة أخرى ، وأن لديه شغفا كبيرا بمصر، ووالدته عملت مدرسة فى القاهرة .
وقال إن شغفه بمصر وصل الى أنه قاد بعثة تجارية كبيرة من 50 شركة الى مصر للتأكيد على أن هذا هو المكان الذى يمكن لبريطانيا القيام فيه بالأعمال، وإنه ليس هناك أى دليل على التزام بريطانيا القوى تجاه مصر أقوى من أنا أكبر مستثمر أجنبى فى البلاد وترغب أن تبقى كذلك.
وأكد أنه يمكن البقاء كذلك من خلال العمل الشاق ، حيث إن هناك دولا أخرى ترغب فى مساعدة الاقتصاد المصري.
وشدد على أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الى لندن مؤخرا، قائلا “إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ورغم القرارات التى صدرت فى ذلك الوقت ، إلا أنها ساعدت على التأكيد للأمة البريطانية على أهمية مصر التى تربطها ببريطانيا علاقات تاريخية.
وأضاف أنه كان متواجدا خلال لقاء الرئيس السيسى بالبرلمانيين البريطانيين ، وأنه كان متواجدا عند لقاء الرئيس ووزير الخارجية سامح شكرى مع رجال الأعمال والرئيس التنفيذى لفودافون وبريتش بتروليوم وغيرهم.
وتابع يقول ” إن مثل هذه اللقاءات تؤكد كم كان صعبا اتخاذ مثل هذه القرارات بشأن شرم الشيخ، ولكن الأحداث الأخرى التى تحدث فى مناطق أخرى تظهر للأسف كم أصبح العالم الذى نعيش فيه الآن خطرا”.
وأشاد الوزير بالعمل الذى تقوم به السلطات المصرية والتعاون مع التحالف الدولى لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابى ، مؤكدا الوقوف بجانب الشعب المصرى فى مواجهة التطرف والإرهاب وتعزيز أسس مجتمع عادل وحر.
وتحدث الوزير توباياس إلوود عن الاستثمارات فى مصر، مشيرا إلى أهمية مشروع قناة السويس الجديدة، وأن زيارة البعثة التجارية البريطانية للقناة تؤكد على أهمية هذا المشروع، إضافة إلى التواجد البريطانى القوى فى قطاع البترول والغاز، بجانب أهمية قطاع الطاقة المتجددة.
وقال إن هناك مجالات أخرى خاصة فى مجالى الصحة والتعليم، حيث يقوم المجلس الثقافى البريطانى بعمل رائع فى هذا المجال حيث تم التدريس ل 80 ألف مصرى العام الماضي، بجانب برامج أخرى للتمويل مثل صندوق نيوتن – مشرفة، الذى يمول طلبة الدكتوراه فى المملكة المتحدة أيضا، لافتا الى أن مجالات التعاون لا تقتصر على المجالات التقليدية ، بل إن العلاقة تشمل مجالات أخرى، ومن بينها أيضا قطاع تجارة التجزئة.
وأكد على وجود فرص استثمارية كبيرة جدا فى مصر، وأن بلاده تعى ذلك جيدا وتوليه اهتماما كبيرا، وهو ما دفعه لقيادة البعثة التجارية المكونة من 50 شركة، وسيتكرر ذلك العام القادم، أو الذى يليه.
ولفت إلى أن هناك جدول أعمال مزدهر بين البلدين وأنه سيواصل كوزير بالخارجية الالتزام فى البناء على العلاقات القوية والتاريخية بين البلدين.
وحول الهجمات الإرهابية فى باريس ، أعرب الوزير البريطانى عن أسفه الشديد لسقوط ضحايا نتيجة هذه العمليات قائلا ” إن ذلك يظهر العالم الخطر الذى نعيش فيه حاليا ” مشددا على أهمية تكاتف وتعاون المجتمع الدولى لتعزيز إجراءات الأمن على الحدود ومواجهة التطرف بكل أشكاله، وأن هذا لا يعنى فقط فى مناطق الحرب مثل العراق وسوريا ، بل أيضا قطع موارد تمويلهم ووقف الأموال التى تذهب إلى هذه المنظمات ، ومنع المقاتلين الأجانب من السفر والالتحاق بهم.
وأكد أيضا على ضرورة العمل مع شركات الانترنت التى يستخدمها المتطرفون كأداة لنشر أفكارهم الخاطئة، والتى هى على نقيض لكل ما يدعو له الإسلام.
وفى ختام تصريحاته، قال الوزيرإن رسالته الى الشعب المصرى هى أنه يجب أن نكون أقوياء ويقظين وعازمين على هزيمة التطرف والارهاب ، مضيفا أنه عندما يفجر الإرهابيون القنابل سواء كانت على متن طائرة أو مثل هذه الهجمات فى باريس. انهم يرغبون فى بث الخوف ، مؤكدا العزم ليس فقط على هزيمة الإرهاب ولكن أيضا على مواصلة طريق الحياة، مدللا على ذلك بتنظيم مباراة منتخب انجلترا وفرنسا وديا فى كرة القدم مساء أمس الثلاثاء.