وبحسب جدول الأعمال للقضايا التي ستطرحها مصر ، يتضمن قضايا مرتبطة بموضوعات حفظ السلم والأمن الدوليين، والتي تشمل النزاعات السياسية على غرار الحالة في الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية، الوضع في أفغانستان، المسألة القبرصية، وغيرها من الموضوعات السياسية الأخرى المرتبطة بنزاعات ما زالت قائمة.
ويتضمن الجدول قضايا تعزيز العدالة والقانون الدولي، ومكافحة الإرهاب الدولي بما في ذلك النظر في إبرام إتفاقية دولية شاملة لمكافحة الإرهاب، وعقد مؤتمر دولي حول مكافحة الإرهاب وهي المبادرة المصرية المطروحة منذ سنوات، ومنع الجريمة المنظمة، ونزع السلاح وتعزيز جهود حظر إنتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا.
كذلك يتضمن جدول أعمال الدورة 73 للجمعية العامة بنوداً تتناول الجوانب المالية والإدارية لعمل الأمم المتحدة، بما في ذلك ميزانيات عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وفيما يتعلق بالأولويات المصرية في إطار عمل الأمم المتحدة، فإن مصر شأنها شأن أية دولة أخرى تقوم بتحديد أولوياتها في ضوء أهمية الموضوعات المنظورة ومدى إرتباطها بشكل مباشر أو غير مباشر بالمصالح المصرية وبدوائر الأمن القومي المصري. وفي هذا الإطار، تأتي قضايا الشرق الأوسط، سواء كانت القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والوضع في ليبيا واليمن، وقضايا مكافحة الإرهاب، والتنمية في أفريقيا، وتعزيز إحترام القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان، فضلاً عن موضوعات حفظ وبناء السلام.
القضية الفلسطينية
لا شك أن القضية الفلسطينية تواجه عدداً من التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي، فرغم أن موقف الدول العربية، والمجتمع الدولي بصفة عامة، لم يتغير على مدار السنوات الماضية، إلا أن الصراعات الحادة التي تشهدها المنطقة منذ 2011، والأزمات الإنسانية غير المسبوقة التي تسببت في هزة كبيرة للشعوب العربية، قد ألقت بظلالها على مسألة التعاطي الدولي مع القضية نتيجة لحالة التشتيت التي أصابت المؤسسات والأطراف الدولية، حيث كانت القضية الفلسطينية تتصدر أولويات المجلس في الشرق الأوسط منذ 2011، مقارنة بجدول أعمال المجلس حالياً المتخم بقضايا عديدة خاصة بالمنطقة مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن.
وقال دبلوماسي مصري مسؤول إن مصر ستقوم بجهود كبيرة كذلك في إطار رئاستها السابقة، وعضويتها الحالية، للجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، سواء من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف وعقد المؤتمرات الدولية بهدف سد العجز الموازنة أو في اللقاءات الثنائية، وذلك للتعامل مع التحديات التي تواجهها الوكالة حالياً والتي تؤثر سواءً على الجانب الفلسطيني لا سيما بقطاع غزة، أو على الدول العربية الشقيقة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المسؤول أن مصر مستمرة في جهودها الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واضعةً في إعتبارها الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وأهمية وحدة الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير لتدعيم الموقف التفاوضي الفلسطيني، كما تبذل جهداً كبيراً في تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
الأزمة السورية
وأوضح المسؤول أن مصر تواصل الالتزام منذ البداية بموقف واضح يعلي المصلحة العامة للسوريين بصرف النظر عن توجهاتهم أو التوازنات السياسية الدولية وحالة الاستقطاب التي أثرت بالسلب علي الأزمة، لاسيما من خلال التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور غير المسبوق في سوريا، والدفع نحو التسوية السياسية من خلال تشجيع عملية جنيف، وكذلك دعم الوضع السياسي لرموز المعارضة السورية الوطنية في وقت علت فيه أصوات التطرف والإرهاب، خاصةً تلك الرموز التي ساهمت في انشاء ما يعرف الآن “بمنصة القاهرة” والتي تمت الإشارة اليها في قرار مجلس الأمن 2254.
وأوضح الدبلوماسي المصري أن بلاده تواصل نفس هذا الدور من خلال اتصالاتها مع الأطراف والمجموعات المختلفة المؤثرة على الأرض في سوريا، مثل تواصلها مع روسيا ومجموعة أستانا أو المجموعة المصغرة المعنية بسوريا التي تضم عدداً من الدول الغربية والعربية بما في ذلك مصر، ويتمثل الخط الثابت الذي ننتهجه على ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية التي استشرت في سوريا وتهدد المنطقة بأكملها، مع العمل في الوقت ذاته على مراعاة الوضع الإنساني لأشقائنا السوريين سواءً من خلال استمرار نفاذ المساعدات الإنسانية أو من خلال حماية المدنيين.
الأزمة اليمنية
وأشار المسؤول إلى أن موقف مصر من الأزمة اليمنية داخل الأمم المتحدة تأسس على ثوابت سياستها الخارجية والتي يتصدرها دعمها للشرعية، وفي هذه القضية شرعية الرئيس هادي وحكومته، فضلاً عن دعمنا لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شئونه الداخلية.
وأكد أن مصر تدعم الصيغة أو الآلية الحالية التي تديرها الأمم المتحدة من خلال المبعوث مارتن جريفيث، ويدعمها المجتمع الدولي، وتدعو جميع الأطراف السياسية في اليمن للتعاطي الإيجابي معها تجنباً لمزيد من إراقة الدماء وللتعاطي مع الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها أشقاؤنا اليمنيين.
ومن المقرر أن تشارك مصر، على هامش إفتتاح الدورة رقم 73 للجمعية العامة، في الاجتماع الوزاري التاسع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي سوف يٌعقد بنيويورك يوم 26 سبتمبر الجاري، والذي شاركت مصر في إنشائه عام 2011 ضمن 30 دولة وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية لدفع التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب قدماً.