نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب نصار عبد الله تحت عنوان : ( الكُفتجى يواصل الكَفتجة ) ، وفيما يلى عرض للمقال :
بعد بزوغ نجم عبدالعاطى ومنحه دكتوراه فخرية معترفا بها من جانبه ومفتخرا أيضا كما لو كانت حقيقية! والاعتراف كما هو معروف سيد الأدلة! (وكذلك الافتخار فى حالة عبدالعاطى!) وبعد صعوده إلى رتبة اللواء الفخرى وتبنى القوات المسلحة لأوهامه البحثية أو أبحاثه الوهمية (سيان)، بعد ذلك كله ربما سيدخل إلى اللغة العربية فعل جديد هو الفعل «كفتج» على وزن فعلل!!..
سوف يقال: «كفتج» لكل من ادعى أنه قام بتحويل الحامض النووى لفيروس الإيدز إلى جزىء كفتة!! (المضارع من الفعل هو: «يكفتج»، والمصدر: كفتجة!).. فإذا نجح المرء فى الكفتجة، وإذا صدقه وروج له بعض ذوى المآرب من الأدعياء أو الدخلاء على البحث العلمى الذين يعجزون رغم الشهادات (العليا) التى قد يحملها بعضهم عن إدراك أن المنهج فى البحث العلمى هو الأساس وأنه أهم بكثير من المحتوى ومن النتائج، لأن ما يعطى المصداقية لنتيجة معينة هو المنهج الذى اتبع فى التوصل إليها.. وهو الذى يميز فى النهاية بين باحث علمى جدير بالثقة وبين دجال غير جدير بها مهما كان كلامه فى ظاهره براقا ومبهرا وواعدا بتحقيق أعذب الأحلام (أغلب الدجالين يتسمون بالكلام المثير الجذاب الذى يأسر السامع لأنه يقدم له ما يتمناه لا الحقيقة التى قد تكون بالغة الإيجاع).. إذا نجح المرء فى الكفتجة فهو عندئذ مكفتج وهذا هو اللواء الدكتورعبدالعاطى الحاصل على مؤهل متوسط (فنى معمل) يخزق به عين الجعيص!..
لاأقصد التقليل من شأن الحاصلين على المؤهلات المتوسطة ولا الحط من قدرهم، فالكثيرون من العلماء والمفكرين الأفذاذ لم يقدر لهم أن يحصلوا على مؤهلات أكاديمية عالية، بل إن من بينهم من لم يحصلوا حتى على الشهادة المتوسطة لكنهم جميعا كانوا يلتزمون بما تفرضه عليهم مقتضيات البحث العلمى النزيه والأمين والدقيق، وهذا هو للأسف ما لم يفعله (اللواء الدكتور) الكفتجى!..
الذى لم ينشر إلى الآن بحثا واحدا فى مجلة علمية محكمة ذات مصداقية عالية متعللا بأن نشره لتفاصيل (اختراعه) سوف يؤدى إلى سرقته واستغلاله بمعرفة مافيا الدواء العالمية!!.. مع أن العكس تماما هو الصحيح، حيث إن نشر أى إنجاز علمى مبتكر يؤدى إلى حفظ الحقوق المعنوية للمبتكر، ويؤدى بالتالى إلى حفظ ما قد يترتب عليها من حقوق استغلال تجارى، والذى يتصفح أى مجلة عالمية مثل مجلة «SCIENCE» أو مجلة «NATURE»، سوف يجد أن الكثير مما ينشر فيها قابل للترجمة إلى تطبيقات عملية شديدة الصلاحية لأن تكون أساسا للاستغلال التجارى!!..
فهل كان أصحاب تلك البحوث من السذاجة بحيث لم يفطنوا إلى ما فطن إليه فنى المعامل الكفتجى؟.. الحقيقة على الأرجح هى أنه لم، ولن، يحاول ذلك لسبب بسيط، هو أنه يعلم أن تلك المجلات سوف تطبق المعايير التى يعلم أنها غائبة تماما عن منجزه ذى الطبيعة الدعائية البراقة، أضف إلى ذلك أن مثل تلك المحاولة قد تعرضه لمجادلة تتطرق إلى الأسس النظرية المتخصصة التى هو على الأرجح غير ملم بها بحكم تعليمه المحدود، فى النهاية أشير إلى ما سبق أن نشرته مجلة المقتطف فى أحد أعدادها فى عام 1947،.. لا أذكر تاريخ العدد على وجه الدقة وإن كنت ما زلت أذكر المضمون جيدا، وهو أن عالما روسيا قد توصل إلى أن الفرق بين الخلايا المريضة والسليمة ناتج من الفرق فى التردد الكهرومغناطيسى لكلا النوعين من الخلايا، وأنه قد استطاع أن يبتكر جهازا يضبط به التردد فيشفى المريض؟.. وأتساءل: -أليس هـذا بالضـبط هو ما يدعيه السـيد كـفتة؟