ركن المرأة

ما لا تعرفه عن امرأة تخلت عن أنوثتها هرباً من الموت.. اسمعى حكايتها

لحظات خاصة يحفها الألم والضعف والحيرة والندم، مشاعر مُختلطة لا تعرف الطريق الصحيح للسيطرة عليها، قرار ليس هو الأصعب فى الحياة، ولكنه الأكثر إيلاماً على الإطلاق، وقت أن يخبرها الطبيب أن استئصال الرحم أمر ضرورى الآن، حتى تحفظى حقك فى الحياة، مُعادلة قد يراها البعض عادلة، الرحم مقابل الحياة، ولكن تراها هى المرأة المكلومة ظالمة للغاية، أن يجبرها المرض على أن تتخلى عن جزء أصيل منها كان رمزاً لأنوثتها وما يميزها عن الجنس الآخر، حتى تحفظ لنفسها البقاء بضع سنوات ولو كانت كثيرة، فهى فى أعينها أقل وأتفه كثيراً من هذه المشاعر الأليمة التى لا يعرف أحد مداها سواها، فمن يشعر يكتوى بالنار ليس كمن يشاهدها عن بُعد.

مشاهد كثيرة تمر أمام عينيها من وقت أن شعرت ألم بسيط ظنت خطأً أنه من آلام الطمث، لتكتشف أن هذا المغص فى منطقة الخصر، أنه من الممكن إخماده بقرص مسكن، ولكن بعد ليال طويلة لم يفارقها الألم سوى لحظات ليعود أقوى مما ذهب، مع شعورها بالسقوط تدريجياً مع كل نقطة دماء تسيل منها، تحكى “ن.ع” عن تجربتها مع استئصال الرحم وهى فى مطلع الأربعين، تقول: “لم أكن أعرف أن هذا القرار سيؤلمنى فيما بعد، وأنى سأدفع ثمنه غالياً فيما بعد، الحياة مقابل الرحم، بالتأكيد كان القرار يبدو وكأنه بسيطاً، لذا اخترت الحياة، ولكن بمرور الوقت تأكدت أن هذه القطعة هى الحياة التى كنت أبحث عنها”.

“تستكمل حديثها: “لم أعد أشعر بأنى أنثى كما كنت قديماً، شعور بالوحدة والخوف والنقص، هكذا يمكن أن أسميه، فلا أحد يعرف كم الألم النفسى الذى أشعر به فى هذه الفترة، فمنذ أن اتخذت قرارا بالاستئصال وأنا أعيش الأيام كما لو كانت الأخيرة، لا أحد يتخيل هذه القطعة التى تنمح الحياة للآخرين هى الآن لم تعد موجودة، وبالتالى غاب عنى ما خصنى الله به، مهما كانت حياتك غالية، فليست أغلى من روحك، فلا تُضحين بهذا الجزء مهما كانت الثمن”.

زر الذهاب إلى الأعلى