يتعرض الأطفال حديثو الولادة، خاصة الأطفال المبتسرين، خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد الولادة لخطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر، وهي حالة تسبب موت الأنسجة المعوية، وفي بعض الحالات الشديدة قد يحدث ثقب في جدار الأمعاء، كما يمكن أن تتسرب البكتيريا من خلال هذه الفتحة، مما قد يسبب عدوى مزمنة في البطن، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى عملية جراحية لإزالة الأمعاء التالفة. لذا من المهم أن يتم علاجه على الفور إذا أظهر طفلك أي أعراض مرتبطة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر. إليكِ، وفقاً لموقع “هيلث لاين”، أهم أعراض وأسباب التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة، وكيف يتم تشخيصه؟
أسباب التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة
يعد السبب الدقيق لالتهاب الأمعاء والقولون الناخر ليس واضحاً بعد، ولكن يرجح الأطباء أن نقص توصيل الأكسجين قد يكون عاملاً. فعندما يقل الأكسجين في الدم المتدفق إلى الأمعاء، يمكن أن تصبح ضعيفة، مما يسهل دخول البكتيريا إلى الأمعاء لإحداث تلف في أنسجتها، ويعد الأطفال المبتسرون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض؛ لأن لديهم جهازاً مناعياً ضعيفاً، ويمكن أن يسبب ذلك لهم صعوبة في هضم الطعام، و تآكل جدران الأمعاء.
قد يهمكِ الاطلاع على: الجهاز الهضمي للطفل: من الرحم إلى الطفولة
أعراض التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة
قد تظهر على الطفل المصاب بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر هذه الأعراض:
- ألم وانتفاخ في المعدة.
- الإمساك أو الإسهال (براز داكن أو دموي).
- الخمول (قلة النشاط).
- درجة حرارة الجسم غير مستقرة.
- القيء الأخضر والأصفر.
- انقطاع النفس (توقف مؤقت في عملية التنفس).
- بطء القلب، وتباطؤ معدل ضربات القلب.
- ضغط دم منخفض.
- رفض الرضاعة، وصعوبة في زيادة الوزن.
تشخيص التهاب الأمعاء والقولون الناخر
عادةً ما يتم إجراء تصوير بالأشعة السينية للأطفال، الذين تظهر عليهم أعراض التهاب الأمعاء والقولون الناخر، فإذا ظهرت غازات على شكل فقاعات حول الأمعاء أو تجويف البطن؛ يمكن أن تشير إلى تلف الأمعاء أو ثقبها.
في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يتسرب الهواء من الأمعاء ويظهر في الأوردة الكبيرة التي تربط الكبد أو تجويف البطن. أيضاً قد يقوم الطبيب بإدخال إبرة في البطن لسحب السائل؛ لمعرفة ما إذا كان هناك ثقب في الأمعاء عن طريق فحصها.
كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى فحص الدم؛ ليتحقق من وجود البكتيريا وغيرها من علامات العدوى واختبار البراز؛ ليتحقق من وجود دم في براز طفلك.
ما هي مضاعفات التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة؟
يصاب بعض الأطفال بثقب في جدار الأمعاء، مما يسمح للبكتيريا بالدخول إلى تجويف البطن، وتنتج عدوى تسمى “التهاب الصفاق” الذي يزيد من خطر الإصابة بعدوى دموية تهدد الحياة تسمى الإنتان.
إذا قام التهاب الأمعاء والقولون الناخر بتدمير أو إتلاف جزء من الأمعاء الدقيقة، فقد يصاب الطفل بمتلازمة الأمعاء القصيرة، والتي تجعل من الصعب على الجسم امتصاص السوائل والمواد المغذية، وقد يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة إلى رعاية مدى الحياة؛ للحصول على التغذية المناسبة للنمو.
علاج التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة
تحتاج أمعاء طفلك إلى وقت للراحة والشفاء. تعد الخطوة الأولى في علاج التهاب الأمعاء والقولون الناخر هي إيقاف الرضاعة، وبدلاً من ذلك، يتلقى طفلك السوائل والمواد المغذية عن طريق الوريد، وقد يحصل طفلك أيضاً على هذه العلاجات:
- الأنبوب الأنفي المعدي، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل ورفيع عبر الأنف (أو في بعض الأحيان الفم) إلى المعدة؛ لشفط الغازات والسوائل.
- المضادات الحيوية حيث تساعد على مكافحة الالتهابات البكتيرية.
- يحتاج حوالي 1 من كل 4 أطفال إلى عملية جراحية لإزالة الأنسجة المعوية الميتة وإصلاح الثقب، ولا يسمح بإجراء عملية جراحية، فسيتم إجراء الجراحة عندما يصبح طفلك أكبر حجماً وأكثر صحة.
- إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس بسبب تورم البطن، فسيتلقى أكسجيناً إضافياً أو مساعدة في التنفس مثل البخاخات.
ستتم مراقبة طفلك عن كثب طوال فترة العلاج.. سيقوم الطبيب بإجراء العديد من الأشعة السينية واختبارات الدم بانتظام؛ للتأكد من أن المرض لا يزداد سوءاً.
قد يهمكِ الاطلاع على: التهاب الأمعاء عند الأطفال.. والنظام الغذائي المناسب
كيف يمكن الوقاية من التهاب الأمعاء والقولون الناخر عند حديثي الولادة؟
إذا كنتِ معرضة لخطر الولادة المبكرة، فقد تحصلين على حقن الكورتيكوستيرويد. هذا الدواء يعزز صحة الجنين، وقد يقلل من فرص الإصابة بمشاكل الرئة والأمعاء.
إن تغذية حليب الثدي للرضيع قد يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر؛ وذلك لأن إضافة البروبيوتيك (بكتيريا صحية) إلى حليب الأم يمنح الطفل أجساماً مضادة حيوية.