“الخجل” من أهم الصفات البشرية الحسنة التى يفضل أن يتحلى بها الفرد، فهى تكسبه نوعاً من الخصوصية وتبعده مئات الأميال عن اتهام الآخرين له بالتبجح، لكن إذا استمر مع الفرد بعد انتقاله إلى الحياة الزوجية، ومارسه مع شريكه حتى فى تفاصيل العلاقة الحميمة، هنا ينقلب السحر على الساحر وقد يتحول إلى أهم أسباب انهيار العلاقة.
تقول الدكتورة “شيماء عرفة” أخصائى الطب النفسى : الخجل فى العلاقة الزوجية يعد عامل كبت، بمعنى أن الزوج أو الزوجة عادة ما يرغبون بتفاصيل معينة ترضيهم على مستوى الحياة الجنسية، وهنا يبقى الاختيار أمامهم، إما يصرحوا بها للطرف الأخر ويطبقوها بالفعل ويعيشوا فى سلام نفسى، أو يخجلوا عن التصريح بها وتظل العلاقة منقوصة بالنسبة لهم ويدخلون فى صراع نفسى داخلى لا نهاية له.
وتتابع ” شيماء”: لا يتوقف الأمر عند الصراع النفسى وحسب إنما عادةً ما يلقى بظلاله على العلاقة الزوجية نفسها، فالطرفين يشعرون بنقص، فالطرف الذى يرغب بالتصريح عما يريد يشعر دائماً أنه يريد أن يستكمل العلاقة بالشكل المريح بالنسبة له لكنه لا يستطيع التحدث.
وأيضاً الطرف الأخر يشعر بأنه لا يحقق السعادة لشريكه حتى وإن أخفى ذلك، وتبدأ معدلات ثقته بنفسه فى الانحدار، وهنا يشعر الطرفين بالتوتر داخل العلاقة الحميمة نفسها وخارجها.
مضيفة”: وتبدأ المشاكل دون نهاية على أبسط الأمور، فيندلع شجار على مذاق الطعام وتنظيف المنزل ومصروف البيت وغيرها من الأسباب التى تبرر غضبهم والتى تبعد كل البعد عن الحقيقة وربما تؤدى إلى نزاعات ضخمة يتهور بها الرجل أو المرأة ويخرجوا عن سيطرتهم وتتحول حياتهم إلى جحيم يتمنوا الخروج منه من خلال الانفصال .
وتنهى “شيماء “حديثها مشيرة إلى القضاء على الخجل والصمت الزوجى الذى قد يغير موازين العلاقة ويتسبب فى إنجاحها بدلاً ن سقوطها فى الفشل، فليس هناك أى مشكلة من أن يصرح طرف باحتياجاته للأخر بشكل لطيف، ربما يحل ذلك المشكلة بدلاً من الخجل الذى يعقدها.