دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى توسيع دائرة الدول الرافضة للقرار الأمريكى حول القدس، والسعى إلى تطوير مواقف هذه الدول وحشدها لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية فى كلمته الافتتاحية اليوم، الخميس، للاجتماع الوزارى المستأنف حول القدس، أن الموقف العربى المُشترك من قضية القدس صار واضحاً للجميع، و”قد تضمنه القرار 8221، الصادر فى 9 ديسمبر الماضى، ولا حاجة بنا إلى تكرار ما نص عليه القرار من مبادئ وما اشتمل عليه من إجراءات”.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الزخم الذى تحقق على الصعيد الدولى رفضا لقرار ترامب حول القدس، يعد زخما كبيرا، بداية من التصويت برفض القرار الأمريكى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، وليس انتهاء بالمواقف الدولية المختلفة وآخرها الموقف الأوروبى الإيجابى والمحمود.
وشدد الامين العام على أن العمل العربى فى مواجهة هذا القرار الأمريكى الباطل، وحصار تباعته، والحد من آثاره السلبية.. هو عملٌ طويل الأمد، ويرتكز على استراتيجية توظف نقاط القوة فى الموقف العربى، وتوزع الأدوار بين الدول العربية على نحو يُفضى إلى الحصول على أكبر تأثير ممكن على مواقف الدول وعواصم القرار.. و”قد تناولنا بعضاً من الأفكار والخطط فى هذا المجال خلال لقائنا فى لجنة مُصغرة فى عمّان فى 6 يناير الماضى.. وأتطلع إلى الاستماع إلى المزيد من الأفكار والرؤى اليوم”.
وقال الامين العام أن الأمر لا يتعلق بملف القدس وحده، وإنما بموقف الجانب الأمريكى من قضايا الوضع النهائى كافة، وبمدى التزامه من الأساس بحل الدولتين كصيغة لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واشار الامين العام إلى القلق والانزعاج، من قرار الولايات المتحدة تخفيض مشاركتها السنوية فى ميزانية الأونروا بمقدار 65 مليون دولار، علماً بأن الحصة الأمريكية تُمثل ثُلث ميزانية الوكالة.. تابع: “ولا يخفى ما يُمثله هذا التوجه من تهديد لقضية اللاجئين، وهى واحدة من قضايا الحل النهائى الأساسية… فضلاً عما ينطوى عليه من تبعاتٍ سلبية لن تطال الدول المستقبلة للاجئين الفلسطينيين فحسب، وإنما ستنال من الاستقرار والأمن فى الإقليم”.
واكد الأمين العام أن الجهد العربى كله، سياسياً كان أو مُجتمعياً، رسمياً كان أو شعبياً.. موجهٌ لغاية أساسة هى مساندة الموقف الفلسطينى، ودعم القرار الفلسطينى، والشد على أيدى القيادة الفلسطينية التى نثق فى قدرتها وحكمتها، ودقة إدراكها للمصالح الفلسطينية والعربية.. فضلاً عن إسناد الشعب الفلسطينى، وبخاصة المقدسيين، الذين لولاهم ولولا صمودهم ونضالهم اليومى، ما كان للعرب أو المسلمين وجودٌ فى هذه البقعة المقدسة.