أكد السفير أسامة شلتوت سفير مصر لدى السودان آن الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى للخرطوم اعتبارا من يوم غد “الخميس” ولمدة يومين تحظى بترحيب رسمى وشعبى كبير فى ضوء خصوصية العلاقات التاريخية والأزلية والاستراتيجية بين مصر والسودان، مشيرا إلى أن القمة ستناقش العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون المشترك بينهما فى كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال السفير أسامة شلتوت إن هذه القمة الثانية والعشرين بين الرئيسين السيسى والبشير ستمثل دفعة قوية فى مسيرة العلاقات والتشاور والتنسيق بين البلدين، فى كل ما من شآنه خدمة قضايا بلديهما ودعم مسيرة الاستقرار فى المنطقة والإقليم.
وأوضح أن حرص الرئيس السيسى على أن تكون أولى زياراته الخارجية فى أعقاب ولايته الثانية لرئاسة مصر للسودان، إنما تعكس عمق العلاقات بين البلدين، منوها إلى أن زيارة الرئيس السيسى الأولى عقب ولايته الأولى كانت للسودان أيضا.
وأشار السفير إلى أن السنوات الأربع الماضية كانت قد شهدت ٢١ لقاء بين الزعيمين السيسى والبشير، من بينها قيام الرئيس السيسى بزيارة السودان أربع مرات، وفى المقابل قام الرئيس البشير بزيارة مصر ست مرات، إلى جانب لقاءات ثنائية بينهما على هامش اجتماعات ومؤتمرات عربية ودولية متعددة.
وأكد أن العلاقات بين البلدين شهدت على مدى السنوات الأربع الماضية تناميا كبيرا فى مختلف مجالات التعاون المشترك ، كان أبرزها الاتفاق على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسى، بما يرقى بالحجم والمستوى اللائق للعلاقات بينهما، مشيرا إلى أنه تم عقد الدورة الأولى من هذه اللجنة فى أكتوبر ٢٠١٦، والتى تم خلالها التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم والبروتوكولات التنفيذية التى استهدفت توطيد الروابط بين البلدين.
وذكر السفير أنه ينتظرعقد الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين البلدين فى أكتوبر القادم بالخرطوم، حيث من المتوقع إن تبحث تفعيل اتفاقيات التعاون السابقة ومتابعة وضعها موضع التنفيذ، وإزالة أية عوائق تظهر فى هذا الشأن، با لإضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة بما يرقى بمستوى العلاقات بينهما، بما من شأنه خدمة الشعبين الشقيقين ومصالحها المشتركة.
وقال السفير إن العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسى إنجازا للعديد من الاتفاقيات والمشروعات التى تعزز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين من أبرزها افتتاح معبرين بريين بين البلدين، الأول قسطل/أشكيت والثانى أرقين، موضحا آن المعبرين أسهما فى تسهيل انتقال السلع والأفراد بما إدى إلى زيادة حجم التبادل بين البلدين، ودعم تجارة الترانزيت بين دول الكوميسا.
وأشار إلى أنه يجرى حاليا وبخطوات فعالة الربط الكهربائى بين مصر والسودان، بحيث تقوم مصر بإمداد السودان ب ٣٠٠ ميجاوات خلال الشهرين القادمين، على أن يعقب ذلك إضافة ٦٠٠ ميجاوات فى مرحلة لاحقة، لتصل بعد ذلك إلى ثلاثة آلاف ميجاوات، بما يساهم فى توفير احتياجات السودان من الطاقة ومساعدتها فى زيادة معدلات التنمية.
وأوضح أن تلك الفترة شهدت أيضا تزايدا كبيرا فى حجم العلاقات بين البلدين على المستوى الشعبى والتى تعد صِمَام أمان فى العلاقات بينهما، والذى تجسد فى زيادة زيارات المواطنين من رعايا كلا البلدين إلى البلد الآخر، وزيادة عدد الرحلات الجوية بين القاهرة والخرطوم إلى ٨ رحلات يوميا، وزيادة عدد رحلات حافلات نقل الركاب بين عاصمتى البلدين إلى ما بين ٦٠ و٨٠ حافلة يوميا.
وأكد سفير مصر لدى السودان أن العلاقات بين البلدين على المستوى البرلمانى شهدت تطورا ملحوظا ، من خلال تبادل زيارات الوفود البرلمانية بين البلدين، مع دراسة إمكانية إحياء برلمان وادى النيل بين البلدين، موضحا أنه تم أيضا تشكيل اللجنة الرباعية بين البلدين التى تضم وزيرى الخارجية ورئيسى المخابرات فى كل منهما، والتى تنعقد بصفة دورية بهدف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا التى تهم البلدين والمنطقة، ومواجهة المخاطر والتحديات الآى تواجههما معا.
وأشار إلى أنه على مدى قرابة العام تم تشكيل اللجنة القنصلية بين البلدين، والتى عقدت أربع اجتماعات خلال هذه الفترة لتذليل كافة المشاكل وتيسير الإقامة والانتقالات الخاصة برعايا البلدين، موضحا أن أعداد الجالية السودانية فى مصر جاوزت خمسة ملايين، يتم التعامل معهم على قدم المساواة مع المصريين فى مختلف الحقوق والواجبات والخدمات المختلفة، إلى جانب وجود جالية مصرية فى السودان وتتراوح أعداد العمالة المصرية بين ٢٥٠ إلى ٣٥٠ ألف عامل، بالإضافة إلى نصف مليون مصرى تمتد جذورهم فيها إلى مرحلة الاستقلال، مؤكدا أن رعايا كلا البلدين يتمتعون بمزايا حقوق الحريات الأربع الموقعة عام ٢٠٠٤، وهى حريات التنقل والإقامة والتملك والعمل.
وأكد السفير أسامة شلتوت أن حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان يبلغ حاليا مليار دولار، وهو لا يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين، معربا عن تمنياته أن يرتفع حجم التبادل التجارى إلى معدلات مرضية ، وقال إنه من المنتظر عقد اجتماع لجنة الصناعة والتجارة بين البلدين خلال الأشهر القليلة القادمة لبحث زيادة التبادل التجارى والمشروعات الاستثمارية وتيسير عمل رجال الأعمال فى كلا البلدين.
وأشار إلى أن حجم الاستثمارات المصرية المباشرة والتراكمية فى السودان بلغت ٢ مليار و٧٠٠ مليون دولار، موزعة على مجالات الصناعة والمقاولات والبنية التحتية والاتصالات والمصارف وصناعة الأدوية وغيرها، إلى جانب وجود مشروعات استراتيجية لاستصلاح الأراضى من بينها ١٠٠ ألف فدان فى ولاية النيل الأزرق، ومشروع مصرى لإنتاج اللحوم بالسودان على مساحة ٤٠ ألف فدان فى ولاية النيل الأبيض، فضلا عن وجود شركة للملاحة المصرية السودانية بين مينائى أسوان وحلفا وذلك لنقل البضائع والأفراد والسياحة.
وأوضح أن من أهم صادرات السودان لمصر اللحوم الحية بما قيمته ٣٥٠ مليون دولار سنويا، بالإضافة إلى الأبل بما قيمته ١٠٠ مليون دولار، والصمغ العربي.
وأشار السفير إلى أنه يجرى حاليا العمل على إعداد وثيقة ميثاق شرف إعلامى مصرى سودانى، بهدف ضبط الخطاب الإعلامى بين البلدين، وتقريب وجهات النظر فيما بينهما.
وأوضح أن العلاقات الثقافية بين البلدين شهدت على مستوى السنوات الماضية، تبادلا للفرق المسرحية والغنائية، وتكريم عدد من الرموز الثقافية بين البلدين، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا الإعداد لإنتاج عمل درامى على مستوى عال بمشاركة من فنانين مصريين وسودانيين، يعرض لواقع الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد فى كل منهما.
وقال السفير شلتوت إن مصر أولت الشأن السودانى اهتماما كبيرا عبر المحافل الدولية، حيث قامت من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى بتبنى جميع القضايا السودانية، ودعم القرارات الأممية التى تصب فى تحقيق مصالحها وقضاياها العادلة، إلى جانب القيام بدور مماثل لدعم السودان أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وكذلك أيضا قامت مصر بدور إيجابى فعال فى مساندة السودان من خلال عضويتها فى مجلس السلم والأمن الأفريقي.