مرض “السرطان” كلمة تسبب الذعر والرعب للجميع، ومع اكتشاف هذا المرض عند أحد الأقارب يكون الحل هو إخفاء الحقيقة عنه وعدم إخباره بمرضه ما يجعله يصدم من حالته التى وصل إليها بعد الجلسة الأولى من علاج الكيماوى ويجعله لا يكمل العلاج وهذا يؤدى إلى تدهور حالته أكثر. ويوضح الدكتور محسن مختار، أستاذ طب الأورام السرطانية الإكلينيكية بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة ومؤسسة الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان: ليس هناك اختلاف بين جميع الأطباء والباحثين على أهمية الكشف المبكر لحالات السرطان لأنه يساهم بنسبة كبيرة فى الوصول إلى نسبة الشفاء العالية التى نرجوها جميعا ولكن المعتقدات والثقافة القديمة هى التى تقف حائلا بيننا وتحقيق نسبة الشفاء العالية من أمثال “بلاش نقول له الحقيقة عشان ما يخفش” وهذه من أكثر الجمل التى تسلب المريض أبسط حقوقه وهو التعرف على حالته الصحية، وتسبب هذه الجملة تأخر فى الشفاء لدى بعض حالات السرطان لأن المريض فجأة بعد خضوعه لجلسة العلاج الكيماوى يشعر بالتعب والضعف وسقوط شعره وتغير شكله وهذا يجعله يغضب ويثور حتى يعرف الحقيقة ولأنه لم يهيأ نفسيا للتغيرات التى ظهرت عليه يتخذ بعض المرضى قرارا بعدم استكمال رحلة علاجه الصعبة، ولذا يجب أن يشرح الطبيب حالة المريض له كاملة ويعرض عليه خريطة العلاج المناسبة لحالته حتى يتقبلها نفسيا ويتخذ القرار بمفرده للعلاج.
ويطالب الدكتور محسن مختار بنشر ثقافة الاستماع إلى معاناة المرضى الآخرين أو السابقين أثناء رحلتهم مع السرطان مشيرا إلى أن ذلك هام للغاية خاصة للنساء حيث سماع معاناة الآخرين تدفعهن للكشف المبكر والبحث عن أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء وهو”سرطان الثدى”حتى لا تعيش المرأة نفس مأساة من سبقنها والتى ربما شملت انفصالها عن زوجها والتعب بعد جلسة العلاج الكيماوى وغير ذلك، وهناك العديد من النساء حاربن السرطان عن طريق الاستماع لقصص مريضات سابقات فعن طريق الاستماع اكتسبن قوة وإرادة وعزيمة لمواجهة المرض.
ويشير أستاذ طب الأورام السرطانية الإكلينيكية بكلية طب قصر العينى إلى أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد بلغت نسبة الشفاء بمصر من أنواع السرطانات المختلفة إلى 62%، وفى أمريكا تراوحت بين 66% و 67%، ولكننا نشعر بفرق كبير بين مريض السرطان فى مصر وأى مريض فى الدول الأوروبية كإنجلترا رغم وجود معاهد كثيرة للأورام فى العديد من المحافظات افتتح الجيش 6 مراكز جديدة العام الماضى، ويرجع هذا الفرق إلى افتقاد المستشفيات ومعاهد الأورام فى مصر للنظام، والذى يسهل الاعتياد عليه بإجراء نظام التجارب السريرية حيث تعلم الطبيب والممرضة والعامل والمريض النظام والهدوء ويأخذ كل فرد جرعاته العلاجية دون مشكلات، فالحقيقة أن قائمة الانتظار بمصر مدتها أسبوعين وفى انجلترا 4 أشهر، ولكن مع النظام لا يشعر المريض فى انجلترا بطول مدة الانتظار بينما يشعر المصرى بالأسبوعين وكأنهما سنوات .