رأى الكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل أن النظام الصاروخي الجديد “أس- 300” الذي ستسلمه روسيا للنظام السوري ليس عائقاً كاملاً أمام الغارات الإسرائيلية، ولكن حرية الحركة لإسرائيل ستقيّد كثيراً.
لا يشكل نقل صواريخ S-300 إلى السوريين، إلى جانب أنظمة أكثر تطوراً مثل S-400 التي ينشرها الروس بالقرب من قواعدهم في شمال غرب سوريا، عائقاً كاملاً أمام الهجمات الإسرائيلية. ووفقًا لوسائل الإعلام الأجنبية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي قد تدرب على المهام التي يتعين على الطائرات الإسرائيلية القيام بها للتعامل مع بطاريات S-300 – التي باعها الروس إلى قبرص، وهي الآن في أيدي اليونان. ويفترض أن القوة الجوية تعرف كيفية تقليل الخطر عند مواجهة هذه الأنظمة.
تشيكك في مهلة أسبوعين
ويذكّر هاريل بأنه في أبريل، بعد هجوم أمريكي وعدد من الهجمات الإسرائيلية، أعلنت موسكو أنها ستبيع أنظمة S-300 إلى سوريا، لكنها لم تفعل ذلك. في هذه المرة، يبدو الروس أكثر تصميماً على المضي قدماً، رغم أنه من المشكوك فيه أن يتم تسليم الأسلحة في غضون أسبوعين كما وعد وزير الدفاع سرغي شو يغو، وقد يستغرق الأمر ابعض الوقت ليتعلم السوريون كيفية تشغيل هذه التكنولوجيا.
أسلحة إيرانية
ورأى هاريل أن الاختبار الحقيقي للعلاقات بين البلدين سيأتي قريباً عندما تظهر تحذيرات استخباراتية جديدة عن محاولة إيرانية لتهريب أسلحة إلى لبنان على طريق قرب القواعد الروسية في شمال غرب البلاد، أو لإقامة موقع عسكري جديد. ولأن إيران مصرّة على مواصلة شحنات الأسلحة إلى حزب الله، وتصرّ إسرائيل على حقها في مهاجمة تلك الشحنات، قد تواجه الدولة العبرية معضلة، هل تشن هجمات قرب الروس وتزيد التوتر معهم؟
وبعدما أبدى هاريل تحفظات على التقرير عن التحقيق الروسي في حادثة إسقاط الطائرة، قال إن موسكو انتظرت على ما يبدو خطأ من إسرائيل لتضع لها حداً.
الوضع تغيّر
ومع ذلك، يقول الكاتب الإسرائيلي إنها ليست نهاية حقبة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، حيث نفذت الدولة العبرية مئات الهجمات في الشمال خلال السنوات الست الماضية. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الوضع على الجبهة الشمالية لن يعود بالكامل إلى ما كان عليه قبل إسقاط الطائرة الروسية. فقد عملت إسرائيل بحرية في شمال سوريا لسنوات بفضل الجمع بين الأعمال الهجومية والعلاقات الدبلوماسية الجيدة مع الروس. في الغالب ، تصرفت إسرائيل بذكاء ، وحققت العديد من أهدافها.
ثقة مفرطة
لكن في الأشهر الأخيرة أظهرت إسرائيل ثقة مفرطة في سوريا. ومن غير المحتمل أن يكون الروس راضين عن إعلان الجيش الإسرائيلي هذا الشهر أنه قام بأكثر من 200 هجوم في سوريا منذ بداية العام الماضي. ويرى هاريل أن نتانياهو لم يفهم تماماً الآثار المترتبة لاستعادة نظام الأسد، بمساعدة الروس السيطرة على معظم البلاد، بما في ذلك المنطقة المتاخمة لإسرائيل.