قال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل أن منتدى شباب العالم، الذى تنعقد أعمال نسخته الرابعة بمدينة شرم الشيخ، هو تجربة مصرية رائدة، اكتسبت المزيد من المصداقية والأهمية منذ انعقاد النسخة الأولى فى 2017.
وأكد كامل، فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، على هامش مشاركته فى منتدى شباب العالم، أن القيادة السياسية فى مصر أدركت منذ اللحظة الأولى أهمية الاستثمار فى الشباب وإعطائهم الفرصة بشكل كامل، وقد ترجم ذلك إلى عدة مبادرات رئاسية لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا ومعرفيًا، سواء من خلال هذا المنتدى نفسه كمبادرة رائدة وملهمة للشباب فى جميع أنحاء العالم، أو من خلال البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة أو الأكاديمية الوطنية للتدريب أو الثورة الرقمية والمعرفية من خلال المكتبات الرقمية وتطوير أساليب التعليم فى المدارس والجامعات، وغيرها كثير من المبادرات.
وأشاد بإعطاء الفرصة لعدد من الكوادر الشبابية لتولى مناصب رفيعة على المستويين المركزى والمحلي، وكأعضاء فى المجالس التشريعية والمجالس القومية المختلفة، قائلًا: “وفى تقديرى فإن ذلك كله جزء من استراتيجية متكاملة تنتهجها القيادة السياسية للبناء على الطاقة الهائلة الموجودة لدى الشباب والذين يشكلون الجزء الأكبر من المجتمع وتوجيه هذه الطاقات فى اتجاه التنمية والبناء”.
وشدد السفير ناصر كامل على أنه لا يمكن فى ذات السياق أن ننظر إلى كل هذه المبادرات بمعزل عن المشاريع القومية العملاقة والحملات الهائلة التى تطلقها الدولة مثل 100 مليون صحة وحياة كريمة وغيرها، مضيفًا: “فكيف يمكن استثمار طاقات الشباب وتمكينهم دون توفير الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهم، وهو ما يدل على رؤية ثاقبة وشاملة للدولة فى التعامل بشكل كلى مع ملف الشباب”.
وذكر بأن الشباب هم عماد المجتمعات، وبأنه فى جنوب المتوسط يشكل الشباب النسبة الأكبر من السكان وبالتالى فهم مفتاح المستقبل، مضيفًا أن الفكرة الرئيسية للمنتدى هى الاستثمار فى تطوير قدرات الشباب وإعطائهم الفرصة للمشاركة فى وضع سياسات المستقبل من خلال الحوار وتقديم التوصيات وإنشاء الشراكات، وهى مبادرة رائعة يجدر بالشباب المصرى أن يفخر بها.
ونوه الأمين العام بأن المنتدى يمثل فرصة حقيقية للشباب من جميع أنحاء العالم للتواصل مع القادة وصانعى القرار والمفكرين وقادة الأعمال، كما هو فرصة للشباب للتعارف فيما بينهم وتبادل التجارب الناجحة من دولهم “وبالتالى فكل ذلك يجعل المنتدى تجربة ملهمة للشباب ليس فى منطقة المتوسط فحسب، بل فى جميع أنحاء العالم”.
وعن مشاركة الاتحاد من أجل المتوسط فى منتدى شباب العالم، أوضح كامل أن التنمية البشرية فى قلب أولويات الاتحاد، وكل جهد المنظمة الأورومتوسطية ينصب فى خانتين رئيسيتين، التنمية البشرية والتنمية المستدامة، وبالتالى فإن منتدى شباب العالم هو من التجارب والمبادرات المتقاطعة بشكل كبير مع أولويات الاتحاد وكان من الطبيعى أن ينضم الاتحاد لهذا الزخم منذ البداية.
وتابع: “حريص منذ مشاركتى الأولى على المشاركة بشكل دائم فى المنتدى. وإلى جانب قطاع الشؤون الاجتماعية والمدنية الذى يعنى بشكل رئيسى بقضايا الشباب، فإن جميع إدارات المنظمة تأخذ بعين الاعتبار عنصر الشباب فى وضع خطط عملها وبرامجها، كقطاع التنمية الاقتصادية والتوظيف، وقطاع التعليم العالى والبحث، والبيئة والمناخ وغيرها من الأنشطة والمشروعات التى يرعاها الاتحاد”.
وحول نموذج الاتحاد من أجل المتوسط الذى عقد فى النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، قال كامل أن نماذج المحاكاة لعمل المنظمات الإقليمية والدولية المختلفة هى أنشطة شبابية مهمة، تعقد منذ فترة طويلة فى الجامعات حول العالم، ولقد كانت النسخة الثالثة من المنتدى فرصة لانطلاق هذه التجربة مع الاتحاد من أجل المتوسط، بما أسهم فى التعريف بالمنظمة فى أوساط الشباب والترويج لأهدافها وما تقوم به وترعاه من مشروعات ومبادرات فى أنحاء المنطقة، ما مكّن دون شك من رؤية أكبر واستفادة أهم من هذه المشاريع.
وتابع أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ختام عمل هذا النموذج مثل دفعة قوية ومصدر إلهام للشباب المشارك، حيث أن تبنى الرئيس للتوصيات التى خرج بها المشاركون الشباب بعد مناقشات جادة وثرية كان له أبلغ الأثر فى منحهم الثقة من جهة ولعمل الاتحاد من جهة أخرى.
وأضاف: “ولقد عملنا مباشرة على وضع هذه التوصيات حيز التنفيذ، فاعتمدنا بعد عمل استمر لأكثر من عامين وبعد التشاور مع الشباب فى جميع أنحاء المتوسط، استراتيجية متوسطية للشباب من شأنها تعزيز التعاون والحوار فى المنطقة على نطاق أوسع”.
وحيا أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، فى ختام حديثه لوكالة أنباء الشرق الاوسط، الجهد الدؤوب للقائمين على هذا العمل العملاق فى التنظيم والتحضير المتميز وكذلك فى اختيار الموضوعات التى يناقشها المنتدى فى كل نسخة جديدة، “وهو يدل مجددًا على ما يمكن للشباب القيام به والإبداع فيه حينما يأخذ فرصته بشكل حقيقى وكامل، وهو ما أدركته القيادة السياسية فى مصر بشكل مبكر”.