الإخوان عن معارضي زيارة أردوغان للجزائر: خونة وعملاء للاستعماروجه الزعيم الكردي السوري، صالح مسلم، صفعة قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الأراضي التشيكية، بعدما أفرجت براغ عن “مسلم” رغم تهديدات أنقرة للمطالبة بتسليمه إلى تركيا باعتباره مطلوب إرهابي.
أوجلان سوريا
صالح مسلم، والذي يعد النسخة السورية من المناضل الكردي التركي ومؤسس حزب العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان”، المطلوب رقم واحد بالنسبة لرجب طيب أردوغان، نظرا لخطورته في تهديد نظام أردوغان، على الحدود التركية السورية.
مسلم المناضل الكردي السوري، الرئيس المشارك السابق لحزب “الاتحاد الديمقراطي” يشكل عفرين والخصم القوي لأردوغان في القومية الكردية، في ظل اعتقاله لـ”عبد الله أوجلان”، وتوجيه ضربة لأحلام رئيس إقليم كردستان العراق السابق “مسعود البارازاني” بإقامة دولة كردية في العراق، عبر التحالف مع إيران لدفن حلم”البارازاني” في جبال كردستان.
اعتقال “مسلم”
السبت الماضي، أوقفت السلطات في جمهورية التشيك صالح مسلم، الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي في سوريا.
وكان مسلم في زيارة إلى براغ لحضور مؤتمر دولي يناقش قضايا الشرق الأوسط، وكان من المفترض أن يلقي كلمة عن القضية الكردية وآفاقها.
أوقفته السلطات بناءً على مذكرة التوقيف التي أصدرتها تركيا بحقه. واحتل خبر توقيفه حيزًا كبيرًا في وسائل الإعلام العربية والعالمية.
أحلام أردوغان باعتقال “أوجلان” سوريا
وعقب انتشار خبر اعتقال السلطات التشيكية، لصالح مسلم، رقص أردوغان رقصة الانتصار على الزعيم الكردي القوي، والرجل الأبرز في السياسية الكردية الآن، وخاصة في الجانب السوري، فاعتقال أنقرة “مسلم” يشكل انتصارا سياسيا ومعنويا مهما لحكومة أردوغان، المتورطة في الدم الكردي باسم محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الدولة السورية.
فتركيا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي حزبًا إرهابيًا، وأن الجناح العسكري لهذا الحزب، وحدات حماية الشعب أيضا “إرهابية”، ومرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعا مسلحا منذ ثمانينات القرن الماضي في تركيا.
وفي غطرسة قوية من قبل العثماني العصر الجديد، طالب أردوغان، الأحد، حكومة التشيك بتسلمي “صالح مسلم” لبلاده.
فيما أكد السفير التركي في التشيك، أحمد نجاتي بيجالي، أنّ الجهات التركية المعنية بملف تسليم مسلم إلى أنقرة، تعمل بعناية على تحضير الوثائق والأوراق اللازمة، وأنه سيتم إرسال الملف بأقصى سرعة إلى السلطات التشيكية.
وكانت وسائل الإعلام التركية المقربة من أردوغان، قد تصدرت خبر اقتراب تسليم براغ “صالح مسلم” لأنقرة، معتبرة إياه نصرا كبيرا لحكومة أردوغان.
موقف أوروبي مؤيد
وقبل إطلاق سراح “مسلم” حذرت لسياسية الألمانية اليسارية ” أولا يلبه” من مغبة تسليم صالح مسلم للحكومة التركية قائلة إنه “سيتعرض بالتأكيد لتعذيب شديد ومعاملة قاسية هناك”. وربطت السياسية الألمانية بين العملية التي يقوم بها الجيش التركي في منطقة عفرين السورية وبين اعتقال مسلم ومحاولات تركيا تسليمه إليها.
وطالبت “أولا يلبه” الحكومة التشيكية بـ “بعدم الامتثال لطلب تركيا تسليم السياسي الكردي السوري صالح مسلم”. وأضافت يلبه بأن ما حدث لصالح مسلم يدخل في إطار “المطاردة الحقيقية” التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد خصومه ومنتقديه في الخارج.
وشبهت “يلبه” حالة مسلم بما حدث مع الكاتب التركي الألماني دوغان أخانلي، الذي اعتقل في إسبانيا بناء على مذكرة من الحكومة التركية. وأشارت السياسية اليسارية الألمانية إلى أن صالح مسلم أجرى في الأسبوع الماضي محادثات سياسية في البرلمان الألماني “البوندستاغ” مع عدد من النواب الألمان ومن بينهم أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض.
الصفعة التشيكية
ولكن رياح التشيك أتت بما لا تشتهي سفن أردوغان، حيث أطلقت محكمة براغ الثلاثاء سراح مسلم، الذي اعتقل، السبت الماضي، في العاصمة التشيكية، تنفيذا لمذكرة توقيف صادرة بحقه من تركيا التي تطالب بتسليمه.
وفي أول تعليق له بعد إفراج المحكمة التشيكية، أكد الزعيم الكردي السوري، صالح مسلم، مواصلته مقاومة الاحتلال التركي في سوريا.
وشدد الزعيم الكردي السوري، اليوم الثلاثاء بعد إطلاق سراحه، أن “المقاومة هي السبيل الوحيد للتخلص من العدوان التركي على عفرين”.
واعتبر الزعيم الكردي أن قرار المحكمة التشيكية، بإخلاء سبيله، دليلا على زيف الاتهامات التركية ضده بممارسة الإرهاب، مشددا على ضرورة التصدي “للعدوان التركي على مدينة عفرين السورية”.
وقال مسلم، لفضائية “روناهي” الكردية، “الجميع يدرك هنا بأن الادعاءات التركية باطلة ولا صحة لها”.
وتابع: “سنستمر في مقاومتنا ولن نتخلى عن قضيتنا والمقاومة هي السبيل الوحيد للتخلص من العدوان التركي والنصر سيكون حليفنا”.
جنون تركيا
في أول تعليق تركي على إطلاق محكمة تشيكية سراح الزعيم الكردي السوري، صالح مسلم، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: سنلاحق صالح مسلم أينما ذهب وسنقوم بفعل ما يلزم.
وأضاف أوغلو: سنلاحقه وإن ذهب إلى بلد آخر، هناك قرارات قضائية بحقه ومدرج على لائحة النشرة الحمراء.
من جانبه، وصف وزير العدل التركي، عبد الحميد غول، قرار المحكمة التشيكية، بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، موضحا أن أنقرة ستواصل متابعة القضية “عن كثب”.
بإفراج “براغ” عن “أوجلان سوريا” يكون “صالح مسلم” وجه صفعة قوية لأردوغان في معركة على الأراضي التشيكية.