أوروبا على صفيح ساخن بعد سرقة أسلحة ومواد متفجرة في إسبانيا والبرتغال
بعد سرقة مئات القنابل اليدوية والمتفجرات في البرتغال، التي من المرجح أن تذهب مباشرة إلى أيدي الإرهابيين، أصبحت أوروبا مهددة بشدة بسبب الإرهابيين، الذين يرغبون في جلب الإرهاب لقلب أوروبا.
ففي الثامن والعشرين من يونيو الماضي، شنّ 12 شخصًا هجومًا على مستودع للأسلحة في تانكوس، التي تبعد 128 كيلومترًا عن مدينة لشبونة البرتغالية، وشملت المسروقات نحو 150 قنبلة يدوية، و44 قذيفة صاروخية، و1450 طلقًا ناريًا من عيار 9 ملم، و18 قنبلة غاز، وعدد من الصواعق، و102 عبوة متفجرة، و264 قطعة من المتفجرات البلاستيكية.
وبعد يومين من وقوع تلك السرقة، تعرضت سيارة محملة بمادة النيتروجلسرين شديدة الانفجار لحادث سطو مسلح في مدينة برشلونة الإسبانية، التي لم يتم العثور عليها حتى الآن.
وقالت مجلة "ذا ديلي بيست" الأمريكية، إن تلك الحادثتين أثارتا قلق السلطات الأوروبية، فتلك المواد تستخدم في تكوين عبوات متفجرة منزلية الصنع استخدمت في عدد من الهجمات الإرهابية الأخيرة.
حيث أبلغت السلطات البرتغالية وزارة الداخلية الإسبانية بحادث سرقة مستودع الأسلحة، كما عقد مجلس الأمن القومي عددًا من الاجتماعات للتحقيق في تلك الحادثة.
وفي الحادي عشر من يوليو الجاري، عقد رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا اجتماعًا مع قادة عسكريين لبحث أساليب حماية مستودعات الأسلحة، ومناقشة ما حدث في "تانكوس"، حيث أكد أحد القادة أن قواذف الصواريخ لن تكون مفيدة حيث كان من المقرر إعدامها.
ومن هذا المنطلق، قررت البرتغال عدم رفع درجة التحذير ضد الهجمات الإرهابية، إلا أن الوضع في فرنسا وإسبانيا جارتي البرتغال، كان مختلفًا، حيث استقبلت الدولتان خبر السرقة بشىء من الازعاج.
وأشارت المجلة إلى أنه حتى لو فرضية البرتغال بأن حادث سرقة الأسلحة لم تقم به جماعات إرهابية، وكذا فرضية الشرطة الإسبانية أن جماعة إجرامية لا علاقة لها بالإرهاب قامت بالسطو على شاحنة النتروجلسرين، فإن احتمالية بيع تلك الجماعات الإرهابية الأسلحة والمواد المتفجرة للجماعات الإرهابية ما زالت قائمة.
وأثارت سرقة مستودع الأسلحة في البرتغال موجة من الغضب، حيث أشارت تقارير إلى أن أنظمة المراقبة في القاعدة العسكرية معطلة منذ 5 سنوات، ومستشعرات الحركة لا تعمل، والسور الحديدي لم يصمد أمام مقص، كما هجرت أبراج المراقبة الـ25 الموجودة في القاعدة لسوء حالتها.
وربما تكون السلطات البرتغالية نفسها قد ألهمت اللصوص بخطتهم، حيث نشرت الجريدة الرسمية في البرتغال دعوات في التاسع عشر من يونيو، لتوفير 316 ألف يورو لترميم الأسوار الشمالية والشرقية والجنوبية في القاعدة.
ولم يختلف الأمر كثيرًا في إسبانيا، حيث تمت سرقة المواد المتفجرة من داخل شاحنة متوقفة في جراج شركة متخصصة في أعمال التفجيرات، حيث تم العثور على الشاحنة مهجورة بعدها بعدة أيام، دون إصدار أية بيانات رسمية.
وجاءت حادثة سرقة المواد المتفجرة في وسط الحملة التي تشنها السلطات الإسبانية ضد الإرهابيين، حيث تعلن إسبانيًا يوميًا عن اعتقال عدد من الإرهابيين، إلا أنه تم القبض على معظمهم بسبب أفكارهم، دون أن يشاركوا في أية أعمال إرهابية.
حيث اعتقلت السلطات الإسبانية شابًا من أصول فلسطينية في مدينة برشلونة بدعوى "الحض على الكراهية، لأسباب دينية، والمشاركة في جماعة إرهابية"، كما تم القبض على شخص آخر بدعوى محاولته شراء أسلحة وسترات واقية من الرصاص في مدينة ملقا جنوب إسبانيا.
ففي 2004 تعرضت مدينة مدريد الإسبانية لهجوم إرهابي استهدف محطة للقطارات، حيث أسفر التفجير الذي استخدم خلاله متفجرات مسروقة عن مقتل 192 وإصابة نحو ألفي شخص.
وبعد فترة من الهدوء النسبي أعلنت الحكومة الإسبانية في 2015 إطلاق حملة لمواجهة الإرهاب، حيث تم اعتقال نحو 230 شخصًا متهمًا بالإرهاب، بمساعدة من المواطنين ضمن حملة قومية بعنوان "لا للتطرف".