الأسرة والمجتمععاجل

أول رد من المصرية «داليا الفغال» مفجرة أزمة «المثليات».. هل القصة حقيقية؟

زواج المثليين ظاهرة ليست جديدة على المجتمع الغربي، ولكنها لا تزال تلقى استنفارًا كبيرًا في العالم العربي لتناقضها مع الأفكار الشرقية والمعتقدات الدينية والتقاليد الراسخة، ومع ذلك ففي كل المجتمعات حول العالم ستجد من يشذ عن المألوف ويخرج عن الأطر المتبعة فيثير ضجة واسعة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمثلية الجنسية، وهو ما حدث مؤخرًا في مصر بعد أزمة فجرتها شابة تدعى “داليا الفغال”.

البداية

حساب عبر موقع “فيسبوك” يحمل اسم “داليا الفغال”، أثار جدلًا واسعًا قبل أيام قليلة، عقب نشر الفتاة التي تعيش بأمريكا صورة لها مع صديقتها، موضحة أن علاقة عاطفية تربطهما، وأن والدها وافق أخيرًا على تلك العلاقة وبارك لها. وتداول البعض منشورًا مأخوذًا من صفحة “الفغال” عبر “فيسبوك”، قالت فيه: “ماكنتش مصدقة إني هييجي اليوم وبابا يباركلي على علاقتي بواحدة، ويكلمني في التليفون علشان يقولي بتمنالك التوفيق والسعادة”.

رد الفعل

هجوم عنيف وتعليقات لاذعة لاقاها المنشور، خاصة مع وجود عدة تعليقات على صورة “داليا الفغال” مع صديقتها، تبارك لها تلك العلاقة الغريبة على المجتمع المصري، حيث علّق أحد النشطاء: “بلاء آخر الزمان ربنا يعافينا”. وطالب آخر بقتل من يقوم بمثل هذا الفعل، قائلًا: “مجتمعنا المصري لا ينقصه من الطين بلة حتى يظهر علينا المثليون بشذوذ أفكارهم وشهواتهم.. من يجد مثل هذه الكائنات الضالة الضارة فعليه قتلهم فورا ودون تردد.. وعلى كل راع أن ينتبه لرعيته، لأنه مسئول عنهم في الدنيا والآخرة”.

أول رد من داليا على الهجوم

نشرت صفحة باسم Solidarity with Egypt LGBTT عبر موقع “فيسبوك”، أمس الأربعاء، منشورا عنوانه “ده رد داليا، البنت اللي اتعرضت لهجوم بعد إعلانها خبر ارتباطها من صاحبتها”، وجاء فيه: «ردًّا على الهجوم اللي تم على شخصي وعلى أهلي بخصوص حياتي الشخصية.. أحب أعرف نفسي، أنا داليا، البنت اللي تم التعدي على خصوصياتها وتم نشر تفاصيل من حياتها الشخصية وادعاءات مالهاش أي أساس من الصحة. والتعرض لأهلها بأقبح الألفاظ والصور الممكنة وإهانات، ما اتقالتش على القتلة والمجرمين والمغتصبين واللي خيبوا آمال شعوب بأكملها وجوعوها وشردوها وتلاعبوا بيها.

أنا اللي اتقال على موضوعي إنه من علامات القيامة، أو إن القيامة المفروض تقوم بسببي، لكن كل اللي بيحصل في العالم من كوارث في كل مكان ومآسي ومجازر وناس بتموت من الجوع والقهر والذل لا يستحق إن القيامة تقوم عشانه.. أحب الأول أقول إن أبويا زيه زي المجتمع اللي هوا عايش فيه اللي بيرفض المثلية، أبويا مسلم محافظ ومؤمن بإن اللي باعمله “غلط وحرام”». وأضافت: “الفرق ما بين أبويا بقى وبين أي حد تاني، إنه فاهم الأبوة صح وبيحبني حب غير مشروط، حتى لو كنت أنا غلط، بابا بيتمنالي الهداية، وإني أبقى “غيرية” أو باميل للذكور، وأتجوز وأخلف من ذكر. بابا قاطعني سنين طويلة في حياتي وأخد وقت طويل عقبال ما كلمني، وأنا كبنته، بارة بيه وباحبه حب ماحدش يتصوره حتى لو كان شايف إن اللي أنا عليه “إثم” و”حرام”. بابا لما قاللي مبروك، قاللي كده عشان قلتله إني سعيدة، وتمنالي السعادة من بعد ما تمنالي الهداية. وإن دي حياتي الشخصية وأنا مسؤولة عنها، ولو حرام بالفعل أنا اللي هتعاقب في الآخرة مش حد تاني غيري. اللي باعمله بالنسبة لبابا حرام؛ بس مش في حرمة الدم وأذى الآخرين والسرقة والخديعة والجشع، وشايف إنه بما إني شخص كويس، هتبقى نهايتي كويسة، وأنه مش ربنا عشان يحاسبني، هوا في إيده بس النصيحة المستمرة والحب والدعم وإنه يبقى جنبي لأني بنته”. وتابعت: “أنا بقى، مستوعبة انتشار الموضوع، لأنه صادم لمجتمع عنده أفكار ثابتة وبيرفض الآخر، خاصة لو اختلف معاه في الدين أو الآراء السياسية أو اللون أو الميول أو أي صورة نمطية.

غير أنه مجتمع إهانة المرأة والتعدي عليها فيه شيء عادي ومقبول اجتماعيا، وأي أعباء اجتماعية بتلقى عليها وبتبقى هيا المسؤولة عنها. وإن دور الأب والأهل هو الإهانة والزجر والكراهية والضرب والتعدي، عشان (التقويم) ودا مبرر حقيقي إنه يتقال بسببه على ثقافتنا “ثقافة إرهاب”». أما عن سفرها خارج مصر، فقالت: “أحد الأسباب اللي خلتني أسيب مصر، إن الظلم والأذى ليهم ألف مبرر ومقبولين. وهلاقي ناس شايفة التعدي عليا وعلى أبويا وأهلي كلهم بالألفاظ والأذى والتهديد شيء عادي جدا، بل وواجب كمان، حتى لو كان سلوك الناس اللي بتتعدى دي حقير وجريمة يعاقب عليها القانون. كمان عشان الصورة النمطية عن المثليات اللي الناس بتشوفها في الأفلام اللي بترسخ فكرة (العقدة النفسية) وأنها شخص مريض أو ناقص أو مرفوض والناس بتقرف منه. محدش بيشوف إن المثلية دي (مع إني أرفض التصنيف) ممكن تكون شخص متفوق وناجح في حياته الشخصية والعملية وبيشتغل في مكان حلم الأمريكان وكل المهتمين بالمجال التقني في العالم يشتغلوا فيه. محدش بيشوف إن حد زيي عنده علاقات إنسانية سوية وناس بتحبه وتدعمه، سواء ذكور أو إناث، مثليين وغيريين، من كل الأديان والمعتقدات والأفكار والجنسيات، واللي كان سبب الاستهجان اللي شفته من ناس كتير جدا مستغربين إزاي أصحابي وناس تانية بيقولولي مبروك وبيتمنولي السعادة. وحتى لو ماكانتش ناجحة، والظروف والامتيازات حطتني في مكان مختلف في الحياة، ماحدش ليه حاجة عند حد غير المعاملة الطيبة.

واللي بيحصل في حياتي الخاصة ما يخصش أي حد لأني مش بضر حد، واللي شايف اللي أنا باعمله “مخالف للفطرة” هي دي فطرتي وفطرة ناس كتير على وجه الأرض، من الناس دي ناس ساهمت في تطوير العالم ونفعت الإنسانية، وزيهم زي أي حد، فيهم الصالح والطالح”. وكشفت داليا عن تفاصيل علاقتها بصديقتها، قائلة: “أنا في علاقة سعيدة مع واحدة، خريجة هارفارد، وبتعمل دكتوراه في ستانفورد وشخص ناجح ومحترم وبقدرها وبحبها جدا، وفي رأيي مافيش فرق بين العلاقات المثلية والغيرية، من حيث المعاملة والمشاكل أو التفاهم من عدمه، هي بالضبط نفس الشيء، ومافيش لا دور ذكر أو أنثى في أفراد قرروا تكون حياتهم مع بعض، وأي شيء وارد إنه يحصل سواء خلافا أو محبة. أنا مش وظيفتي هنا إني أقدم بحثا علميا عن وجود المثلية في جميع المخلوقات والكائنات الحية أو أبررها. اللي مش عايز يعرف مش هيعرف، اللي عايز يكره ويشتم ويحقد هيعمل كدا، واللي عايز يبحث هيبحث ويفهم ويعرف، مش مسؤوليتي أغير رأي حد أو أحطله المعلومات في دماغه بالمعلقة أو أخليه يتعاطف ويفهم، بس مسؤوليتي إني أرد على القبح اللي اتنشر عني وعن أهلي، دا غير الكلام اللي اتنشر بدون إذني بغرض الـTraffic، من جرايد وضيعة وغير مهنية. مسؤوليتي إني أوضح إن حب الأهل لازم يكون غير مشروط، وإن الكراهية والنبذ عمرهم ما كانوا حل لأي مشكلة.

الكراهية بالنسبالي إثم قبيح، لأنها بتأدي لأذى الآخر، وما ظنش إني أذيت حد أو تعديت على أي حد، بقدر الناس اللي آذتني في مصر بخصوص حياتي الشخصية”. واختتمت منشورها: “وأخيرا، أنا شخص عادي. والعلاقات الحميمة مش غصب، دي شيء بيحصل بالتراضي. وإن الاغتصاب والتعدي أكثر إثما وقذارة وحقارة من علاقة تمت برضا جميع الأطراف، مافيش شيء يخليها مختلفة أبدا عن أي علاقة غيرية غير اختلاف النوع الاجتماعي أو الجندر. والاختلاف والتنوع سنة الكون”.

زر الذهاب إلى الأعلى