1 – انطلقت اليوم بالعاصمة الإثيوبية ( أديس أبابا ) اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي في دورتها الـ(29) ، والتي تستمر يومين بجلسة مغلقة لمناقشة إصـلاح وهيكلة الاتحــاد ، تحــت عنــوان ( تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب ) ، بمشاركة (24) رئيس دولة ، وملك واحد ، و(9) رؤساء حكومات ، و(9) نواب رؤساء ، وأمير واحد .
2 – تناقش مواضيع قضايا الشباب والبطالة ، والمرأة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعاون والشراكة بين الدول الأعضاء ، إضافة للأمن والسلم بالقارة الأفريقية ، فضلاً عن أبرز التحديات الأمنية التي تواجهها قارة أفريقيا ، كما تبحث القمة عقد القمة مرة واحدة في العام ، بدلاً من قمتين – المعمول بها حالياً – ، وإلغاء قمة يوليو ، واعتماد قمة يناير من كل عام ، وأن تكون القمة بالتناوب لكل الدول الإفريقية ، على أن تعقد قمة استثنائية حسب الظروف .
3 – تغيّب عن القمة عدد من القادة الأفارقة أبرزهم الآتي :
الرئيس المصري ” عيد الفتاح السيسي ” الذي يغيب عن القمة للمرة الثانية ، حيث لم يحضر القمة السابقة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا ، فيما يحضر القمة نيابة عن الرئيس ، مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية ” إبراهيم محلب ” ، فيما ترددت أنباء عن مشاركة رئيس الوزراء ” شريف إسماعيل ” في اليوم الأخير للقمة الموافق (5) يوليو الجاري .
الرئيس السوداني ” البشير ” الذي يتغيب للمرة الأولى عن الحضور بعد أن كان مشاركاً بارزاً في كل القمم السابقة .
رئيس جنوب السودان ” سلفاكير ” ، والذي تتصدر أزمة دولته أجندة القمة .
رئيس إريتريا ” أسياسي أفورقي ” الذي يُعتبر الغائب الدائم عن القمم الأفريقية بسبب علاقات بلاده المتوترة مع دولة المقر ” إثيوبيا ” .
الرئيس الصومالي ، حيث يشارك نيابة عنه ، رئيس الوزراء ، رغم أن واحداً من أهم وأعقد ملفات القمة الحالية هو دراسة استمرار حركة الشباب في تهديد وتعكير أجواء الصومال .
الرئيس الكيني ” أوهورو كينياتا ” والذي يتغيب للمرة الأولي .
رئيس جنوب أفريقيا ” جاكوب زوما ” وهو أهم رئيس يحرص على المشاركة في القمم الأفريقية .
( الرئيس الرواندي / رئيس ملاوي / رئيس الجزائر/ الرئيس التونسي الذي يغيب للمرة الثانية ) .
فيما انتدب الملك المغربي ” محمد السادس ” شقيقه الأمير ” مولاي رشيد ” لتمثيل المملكة في ثاني مشاركة لها في القمة بعد عودتها لعضوية الاتحاد في القمة السابقة ، إثر غياب امتد لعقود طويلة احتجاجاً على قبول تمثيل جبهة البوليساريو في الاتحاد .
4 – وفيما يلي توضح لأبرز الملفات التي سيتم مناقشتها على طاولة القمة الأفريقية :
ملف الإرهاب :
تناقش القمة ملفات مهمة في جميع المجالات ( السياسية / الإقتصادية / الأمنية ) ، أبزرها مكافحة الإرهاب ، خاصة وأن القمم الأخيرة تضمنت اتفاقًاً إفريقيًّاً على إنهاء النزاعات بالقارة ، وجعلها خالية من الإرهاب ، حيث دعا الرؤساء والمشاركون في القمة الإفريقية لعام 2016 لأهمية تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم ” داعش ” بشمال إفريقيا ، والذي اتسعت رقعته في ليبيا .. وفي هذا الصدد أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ” موسى فكي ” في كلمة خلال اجتماع المندوبين ، أن التحديات الماثلة أمام القمة تتطلب توحيد الجهود والعمل المشترك لمواجهتها ، مضيفًاً أن انعقاد القمة الحالية يأتي في وقت تصاعدت فيه النزاعات والصراعات بعدة دول إفريقية ، من بينها ( ليبيا / جنوب السودان / إفريقيا الوسطى ) ، كما أشار إلى التمدد الإرهابي في حوض ( تشاد / الساحل الإفريقي ) الذي تمثله جماعة ” بوكو حرام ” .
الأزمة الليبية :
وفيما يخص مناقشة قضايا السلم والأمن الإفريقي ، تستعرض القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في ليبيا ، حيث من المقرر أن يقدم مبعوث الاتحاد الإفريقي لليبيا تقاريره ، لتطرح القمة توصياتها لتعزيز الأمن في تلك الدولة .. وفي الآونة الأخيرة بحثت دول الجوار الليبي ( مصر / تونس / الجزائر ) في أكثر من اجتماع لها وضع حد للأزمة المتفاقمة منذ (6) أعوام ، حيث توقعت مصادر دبلوماسية أن تقدم مجموعة دول الجوار الليبي ما آلت إليه الاجتماعات التي تم إجراؤها بالجزائر أوائل مايو الماضي ، وخرج منها بيان ختامي يعزز فرص الحوار السياسي في ليبيا ، لمناقشته بالقمة الإفريقية ومحاولة تمريره كتوصية إزاء الملف الليبي ، خاصة وأن هناك إجماعاً من ( الجزائر / تونس / مصر ) على مخرجات هذا الاجتماع الأخير .
جنوب السودان :
تناقش القمة أيضاً ملف جنوب السودان ، الدولة التي تعاني من ويلات انفصاله عن السودان حتى الآن عبر استفتاء شعبي عام 2011 ، ويشهد حرباً أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة ، اتخذت بعداً قبليًّاً ، وأسقطت مئات القتلى ، وشردت عشرات الآلاف ، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس 2015 في إنهائها .. وفي أوائل شهر يونيو دعا ” ديسالين ” الذي يترأس ( إيجاد ) لقمة استثنائية لرؤساء الدول والحكومات بالمنظمة في (12) يونيو الجاري بأديس أبابا ، لمناقشة سبل إنهاء التدهور المستمر للأوضاع الأمنية والإنسانية بجنوب السودان وعملية الحوار الوطني ، خاصة مع ظهور حركات مسلحة جديدة تحت اسم
( الجبهة الشعبية ) من آثنية الدينكا .. ومن المتوقع عدم حضور الرئيس الجنوب السوداني ” سلفا كير ” للقمة الإفريقية ، خاصة بعد المشاكل الأخيرة التي ظهرت بالبلاد ، واستدعت عدم مشاركته قمة إيجاد التي تمت قبل أسبوعين بإثيوبيا .. وفي تصريح صحفي أكد السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان ” أتينج ويك أتينج ” أن ” سلفاكير ” لن يكون في مقدوره حضور القمة الاستثنائية لرؤساء ” إيجاد ” ، لكنه سيقوم بإرسال وزير مكتبه للحضور مع خطاب اعتذار يسلمه لرئيس الوزراء الإثيوبي ” ديسالين ” يخبره فيه أن لديه أموراً مهمة أخرى يجب عليه إنجازها في التوقيت ذاته لانعقاد القمة .
الهجرة وأجندة 2063 :
تناقش أيضاً القمة هذه الدورة الهجرة نحو ( أوروبا / الشرق الأوسط ) ، والأوضاع المأساوية لهذه الظاهرة ، حيث أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال اجتماع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء أن التحديات الماثلة أمام القمة والتي أبرزها ملف الهجرة تتطلب توحيد الجهود والعمل المشترك لمواجهتها .. من ناحية أخرى تبحث القمة أعمال السلم والأمن بأفريقيا ومدى تقدم تنفيذ أجندة 2063 وإقامة منطقة للتبادل الحر على مستوى القارة .