من المتوقع أن يتصاعد التوتر الحالي في العلاقات بين ( تركيا / الولايات المتحدة ) عقب استلام تركيا المنظومة (S-400) ، حيث لن تتنازل الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على تركيا بموجب قانون ( مكافحة أعداء أمريكا بالعقوبات – CAATSA ) ، حيث صرحت تركيا أنه تم إعداد القانون عقب شراء تركيا منظومة الصواريخ وتركيا غير ملتزمة به ، ويهدف القانون لتعزيز الضغوط على خصوم الولايات المتحدة بهدف إبقاء الأمريكان آمنين ، وينــص هذا القانون على فرض عقوبــات صارمة على ( إيران / روسيا / كوريا الشمالية ) إضافة للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية ، ويهتم هذا القانون بأسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية في إيران ، ويفرض عقوبات رادعة على استخدام تلك الأسلحة والصواريخ ، إضافة لفرض عقوبات على بيع ونقل المعدات العسكرية أو تقديم المساعدة التقنية أو المالية التي تهدف لدعم الأسلحة في إيران .
ومن المحتمل أن تتضرر شركات الدفاع التركية من الإجراءات الأمريكية ، حيث جمدت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج التصنيع المشترك للطائرات المقاتلة (F-35) في إبريل الماضي ، وقد يؤثر ذلك القرار بشكل مباشر على (8) شركات تركية تقوم بتصنيع (937) قطعة للمقاتلة وهي ( ألب افييشن / أيساس / هافيلسان / روكيتسان / توبيتاك / ساج / الصناعات الفضائية التركية / كيلي ايروسبيس / فوكر إلمو / روكيتسان / توبيتاك / ساج ) ، حيث أكد مسئول بإحدى شركات الدفاع التركية أنه من المتوقع أن تفقد الشركات التركية في برنامج (F-35) ما لا يقل عن (30%) من مبيعاتها السنوية ، موضحاً أن الشركات تدرس في الوقت الحالي جميع الخيارات الأخرى بما في ذلك نقل الإنتاج إلى دول أخرى .
إذا امتدت العقوبات الأمريكية لتشمل مشاريع الطيران المدني التركي فإن إجمالي صادرات تركيا في مجال الدفاع والطيران قد ينخفض بنسبة تصل لـ (50%) أو بمقدار مليار دولار سنوياً ، كما ستعوق العقوبات القدرات العسكرية لتركيا وتؤثر على طائراتها طراز (F-16) والطائرات الهل الهجومية ومشاريع الطائرات بدون طيار التي تلعب أدواراً حاسمة في عملياتها العسكرية .
أسباب شراء تركيا منظومة الصواريخ S-400
وقّعت تركيا على اتفاق مع روسيا يوم (12) سبتمبر 2017 لشراء (4) منظومات صواريخ طراز (S-400) بقيمة تبلغ (2.5) مليار دولار .. وتسعى تركيا منذ عدة سنوات لامتلاك منظومة دفاع جوي متطورة ، حيث سعت للحصول على منظومة ” الباتريوت ” التابعة لحلف الناتو بصفتها دولة في الحلف وتعتبر صاحبة ثاني أكبر جيش في الحلف ، لكنها لم تتمكن من ذلك ، حيث اتهمت الحلف بالمماطلة في تزويدها بالمنظومة ، ومع استمرار مماطلة الحلف توصلت تركيا منذ سنوات مع الصين إلى تفاهمات أولية من أجل شراء منظومة خاصة للدفاع الصاروخي ، فيما اعترض حلف الناتو بشدة على مساعي تركيا ، مبرراً بأنه يصعب ربط المنظومة الصينية بالأنظمة الدفاعية التابعة للناتو ، كما أن ربطها يهدد أمن المعلومات الاستراتيجي التابع للحلف ، مما أدى إلى تأخير الصفقة وإعاقة إتمامها .