في الوقت الذي دخلت فيه الحرب الروسية الأوكرانية يومها الثامن، شهدت أسعار النفط حالة من الارتفاع الشديد منذ بداية اليوم الخميس، واقتربت من حاجز الـ119 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في 9 سنوات، بسبب تعطل التجارة ومشكلات الشحن من العقوبات الروسية بسبب الأزمة الأوكرانية ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات، في حين تراجعت مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات.
العقود الآجلة لخام برنت
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 118.22 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2013، مرتفعا بنسبة 3.2٪، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوى في 11 عامًا عند 114.70 دولارًا للبرميل، بارتفاع 2.41 دولار أو 2.2٪.
ويأتي هذا الإرتفاع بالتزامن مع انهيار الطلب على النفط الروسي، بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد موسكو، نتيجة الحرب الأوكرانية، وهذا ما جعل حوالي 70 % من الخام الروسي يكافح للعثور على مشترين خلال الفترة الحالية.
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي
وقالت شركة “إنرجي أسبكتس” الاستشارية، إن القفزات في الأسعار لا تقتصر على النفط فقط، ولكن ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 50 في المئة، أمس الأربعاء، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 185 يورو لكل ميغاواط/ساعة، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
السيناريو الأسوأ لم يأت بعد
وكان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، قال أمس الأربعاء إن “السيناريو الأسوأ لم يأت بعد”، وإن روسيا ما تزال ترسل الغاز، لكن على بلاده الاستعداد للقادم، لأنها “قد تضطر إلى استمرار تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم”، حيث تزود روسيا أوروبا بنحو 40 في المئة.
ارتفاع مستمر
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” في لندن طارق الرفاعي، أنه في حالة استمرار وتيرة الحرب على هذا النحو دون التوصل إلى حل واضح، سيذهب ارتفاع الأسعار إلى أبعد من ذلك على المدى البعيد.
المخاطر المستقبلية على أسواق النفط
وعن المخاطر المستقبلية على أسواق النفط قال الرفاعي: “تداول النفط مبني على التوقعات الجيوسياسية، مع وجود تخوفات من انتقال الحرب إلى دول أخرى في أوروبا”.
ويرجع سبب تعثر الشركات الروسية في بيع النفط، إلى العقوبات التي فرضت عليها وعزل بعض الشركات الروسية عن نظام سويفت المالي العالمي، ورغم ذلك هناك مشترون للخام الروسي وفي مقدمتهم الصين، مذكرًا بصعوبة السيطرة على مبيعات النفط الإيراني إبان فرض العقوبات على إيران.
وبحسب مجموعة “إي إن خي” المالية العالمية، فإن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر عادة حوالي 7.5 مليون برميل يوميًا من النفط ومنتجات الطاقة الأخرى، وتأتي أوروبا في مقدمة مستهلكي النفط الروسي، بنسبة تُقدر بحوالي 53 في المئة منه، بينما تعد آسيا مشتر مهم آخر؛ حيث تشتري نسبة 39 في المئة من إنتاج الخام الروسي.