اكتشف علماء أمريكيون 109 مواد كيميائية خلال دراسة أجريت على 30 امرأة حامل، بما فى ذلك 55 مادة لم يسبق لها مثيل فى البشر و42 مادة كيميائية غامضة بدون مصادر أو استخدامات معروفة، ويُعتقد أن المواد الكيميائية موجودة داخل الجسم منذ فترة طويلة، لكن تم اكتشافها الآن من خلال استخدام مقياس الطيف عالى الدقة، وهى تقنية أصبحت متاحة منذ العقد الماضى فقط، وفقا لتقرير لصحيفة “ديلى ميل” البريطانية”.
ولاحظ فريق من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (UCSF) المواد الكيميائية الموجودة فى دم النساء، وكذلك فى الأطفال حديثى الولادة، ما يشير إلى أنهم ينتقلون عبر مشيمة الأم، على الرغم من أن المواد الكيميائية غير معروفة، ويعتقد الباحثون أنها جاءت على الأرجح من منتجات استهلاكية مثل مستحضرات التجميل والبلاستيك.
طور العلماء مقياس الطيف عالى الدقة (HRMS) لأول مرة منذ 50 عامًا، لكن فى السنوات العشر الماضية فقط تم توفيره فى متناول المجتمع العلمى، هذه الأداة القوية قادرة على تحليل المادة العضوية الذائبة عن طريق ضربها بشعاع من الضوء يضىء من خلال عينة ويقسمها إلى أجزاء مختلفة بناءً على الجسيمات، وينتج كل عنصر ومركب كيميائى فى العينة توقيعه الخاص، ما يسمح للعلماء بتحديدها بشكل فردى.
وجمع فريق البحث عينة دم من 30 امرأة حامل مختلفة، بالإضافة إلى 30 عينة من الحبل السرى، ثم جمع الباحثون عينات متشابهة وفرزوها وحددوا 109 نتائج فريدة كثير منها مشتق من منتجات استهلاكية مختلفة، يستخدم ما يقرب من 40 كمواد ملدنة، و28 فى مستحضرات التجميل، و25 فى المنتجات الاستهلاكية، و29 كمواد صيدلانية، و23 كمبيدات حشرية، وثلاثة كمثبطات للهب.
وحدد الفريق أيضًا سبعة من مركبات PFAS التى تنص عليها وكالة حماية البيئة (EPA) وهى مجموعة من المواد الكيميائية التى يصنعها الإنسان والتى تم تصنيعها واستخدامها فى مجموعة متنوعة من الصناعات فى جميع أنحاء العالم، وتستخدم هذه المركبات فى الغالب فى السجاد والمفروشات، ووفقًا للدراسة فإن الملدنات جاءت على الأرجح من تغليف المواد الغذائية والأوانى البلاستيكية، إلى جانب الأجهزة.
وقالت تريسى جى وودروف أستاذة التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب فى جامعة كاليفورنيا فى سان فرانسيسكو: “إنه أمر مقلق للغاية أننا غير قادرين على تحديد استخدامات أو مصادر الكثير من هذه المواد الكيميائية.”