الأرقام المعلنة حتى الآن بشأن المصابين بفيروس كورونا، لاتزال في الحدود الأمنة، مقارنة بدول أخرى قريبة منا، أو أخرى بعيدة، فلا نزال ندور في فلك الخمسة ألاف حالة إصابة، لكن الرقم الخطير هو ارتفاع معدل الوفيات، التي وصلت حتى مساء أمس الأربعاء 380 حالة وفاة، بعد تسجيل 21 حالة وفاة أمس فقط.
خطورة الرقم في نسبة الوفيات التي حدثت قبل أن تصل الحالة إلى المستشفى، والتي أعلنتها وزارة الصحة أمس ووصلت إلى 25% من إجمالي الوفيات، ومكمن الخطورة هنا أن 25% من المتوفين بكورونا “95 حالة وفاة” ظهرت عليهم الأعراض وساءت حالتهم دون أن يفكر واحد منهم ولو لمرة واحدة أن يذهب إلى مستشفى أو حتى طبيب ليتأكد، فكانت النتيجة أشبه بالكارثة، ليس فقط على المتوفى، وإنما على المحيطين والمخالطين به.
نعم هذه الأرقام والنسب تشير إلى أن هناك قطاعاً من المصريين عند شعورهم بأعراض فيروس كورونا، يرفضون التوجه إلى المستشفى، في حين يستسهل البعض الأمر، ويكتفون بالعزل المنزلي وتناول الأدوية دون استشارة الطبيب، ظنا منهم بأن هذه الإجراءات قد تكون كافية للتعافي، وهو ما ينبأ بأن الأرقام من الممكن أن تكون مرشحة للزيادة، والسبب عدم الوعى لدى البعض.
أمس الأول الثلاثاء توفى 22 حالة، ولكم أن تتخيلوا أن من بينهم 12 حالة توفيت قبل أن تصل إلى المستشفى، أي عقل أو منطق يقبل ذلك، فإذا كان المصاب بكورونا لا يخاف على نفسه، فلماذا لا يضع في حسبانه المحيطين به، سواء كانوا أبنائه أو والده ووالدته أو اشقائه وشقيقاته، أو زوجته، أو حتى أصدقائه.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية أنه تم تسجيل 226 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًة إلى وفاة 21 حالة جديدة، مشيرة أن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل والحجر الصحي تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
ومنذ ما يقارب الأسبوع وتشهد مصر معدل إصابات ووفيات مرتفع نسبيا جراء فيروس كورونا، ما يعني أن هناك خلل ما في التعامل مع الوباء القاتل، فبينما كانت الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة يوميا لا تتخطى 200 إصابة و15 حالة وفاة، تزايدت هذه الأرقام لتتخطى هذا الكم من الإصابات والوفيات.
ويجتاح فيروس كورونا العالم منذ ما يقارب 5 أشهر، في انتظار الكشف عن لقاح يعالج المرض القاتل، في حين تكشف أرقام الضحايا المرتفعة في عدد من دول العالم خطورة الفيروس الذي ينتشر بصورة هائلة عبر المخالطة بين الإنسان.
هناك ترجيحات من بعض الخبراء بأن تكون أسباب ارتفاع الإصابات والوفيات جراء فيروس كوورونا المستجد في مصر، هو خوف قطاع من المصريين بأن يلاحقهم العار إذا اكتشف المجتمع بأنه مصاب بفيروس كورونا، ولكن لا يتنبه هؤلاء بأن الخجل جراء الإصابة بكورونا، قد يعرضه هو وأسرته للموت.
الأسبوع قبل الماضي، حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من خوف بعض المصريين من الكشف عن إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مشيرة أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انتشار أسرع للفيروس داخل مصر، مؤكدا التقرير البريطاني بأن كثير من المتعافين لن يقروا بإصابتهم بالمرض خشية نبذهم، وأكدت الصحيفة أن خوف من المصابين بفيروس كورونا من ملاحقة المجتمع يضع على الحكومة المصرية مصاعب جديدة لإيصال رسالتها التوعوية للتصدي لفيروس كورونا.
الأمر المؤكد أن فيروس كورونا ليس عارا أو شيء مخزى حتى نتستر عليه، بل هو مثل الكثير من الأمراض، لكن خطورته في تجاهل التعامل معه ومع أعراضه، وتركه دون علاج أو تعامل طبى سليم، لكن العار أن نخفى إصابتنا بأى مرض.