تقدم أبو السعود محمد، الأمين العام المساعد لنقابة الصحفيين، ورئيس لجنة الإسكان، باستقالته من مجلس النقابة، اعتراضًا على قانون تنظيم الصحافة، والمناخ المقيد لحرية الصحافة والتعبير.
وجاء ذلك عبر جروب مجلس النقابة عبر تطبيق واتس آب، ومن المقرر أن يرسلها ورقية يوم السبت المقبل، نظرًا لتواجده خارج البلاد.
وجاء نص الاستقالة كالتالي:
الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، السادة الزملاء أعضاء مجلس النقابة، السادة الزملاء أعضاء الجمعية العمومية.. تحية طيبة وبعد، أتابع عن كثب ما يحاك ضد حرية الرأي والتعبير في مصرنا العزيزة، على الرغم من ظروف سفري ووفاة والدي، التي حالت دون التواصل معكم بشأن هذا القانون المشئوم، والذي جرجر الصحفيين لحرب جديدة فيما بينهم.
أشعر أن الحرب ضد الصحفيين وحريتهم في التعبير عن آمال وآلام شعب مصر قد وصلت لنهاية المطاف، بعد أن بدأت بإلقاء القبض على كثير من الزملاء بحجج واتهامات ملفقة،مرورا بأم المعارك اقتحام مقر النقابة، وصولا إلى المسمار الأخير الذي تريد الدولة أن تضعه في نعش الحريات لتكبيل أيدينا وألسنتنا وعقولنا وضمائرنا تكبيلا تاما بقانون فاقد الأهلية، لم تشارك النقابة في صياغته النهائية، وكم في القانون من المضحكات المبكيات، التي لا مجال لسردها الآن.
سيدي النقيب.. السادة الزملاء
أرسل لسيادتكم هذه الكلمات، وأنا غير قادر على التواجد بينكم في صف مواجهة هذا القانون الغاشم، ويعلم الله أنني لم أتخل يوما عن مهنتي ونقابتي حتى إن جاء موقفي متفقا أو مختلفا-أحيانا- مع البعض حول موقف أو رأي أو قضية مهنية أو نقابية، فكلنا نعلم أن حرية الرأي جوهرها احترام الاختلاف في الآراء.
أرسل إليكم هذه الكلمات وأنا غير قادر على التواجد بينكم، لكني- على الأقل- قادر على إثبات موقفي من هذا القانون بهذه الكلمات..القانون الذي جاء كخاتمة أفعال نالت من الصحفيين في مصر، بقصد حبس أنفاسهم قبل أن تحبسهم في الزنازين باتهامات باطلة، هذا الملف الذي لم ننجح فيه بسبب محاولة البعض التعامل معه بعصبية مفرطة،ومحاولة البعض الأخر التعامل معه بتهاون مفرط.
لا أكذبكم القول إذ قلت لكم إن بصيص أمل كان يراودني من حين لآخر في مستقبل أفضل للمهنة، رحت خلال السنوات الماضية أحاول نقله للشباب الذين اختاروا هذه المهنة الصعبة، نعم عادتي أن أحلم بالأمل وأنا في غياهب الألم، لكن هذا البصيص تبخر من بين صدري رويدا رويدا، عندما اقتحمت النقابة، وعندماعجزنا أمام القبض على الصحفيين وحجب المواقع الصحفية..وغيرها، وبل وعندما صدمت أنا شخصيا من موقف الكثيرين المناهض لاستكمال ملف الشهادات المزورة.
سيدي النقيب.. السادة الزملاء
الآن أرى أن أمل إصلاح المهنة قد تلاشى نهائيا بهذا القانون، والصراع الذي يدور حوله بين الصحفيين، وفي معظمه صراع يكمل مسلسل الصراع الأبدي الذي ابتليت به النقابة، وأدي إلى ما وصل إليه حال الصحفيين الآن، هذا القانون الذي يمنع حتى حرية الكتابة على الصفحات الشخصية.
سيدي النقيب.. السادة الزملاء
لم يعد يخفى على أحد أن الكثير من أبناء المهنة وغيرهم لا يريدون إلا أن تبقى نقابة الصحفيين دائما مسرحا خصبا، وملعبا مفتوحا لصراعات الأهداف المختلفة، يلعبون فيها متى يشاءون وكيفما يشاءون دون النظر من قريب أو بعيد إلى مصلحة الصحفيين.
سيدي النقيب. السادة الزملاء
إذ لم أعد قادرا على الاستمرار في هذا المناخ الذي يزيدني ألما على ألمي وحزنا على حزني، فليس أمامي غير أن أتقدم بطلب إعفائي بشكل نهائي من عضوية مجلس إدارة نقابة الصحفيين، متمنيا التوفيق لجميع الزملاء في المجلس لصالح المهنة والصحفيين.. والله المستعان”.