أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيي الدين عفيفي إن الإرهاب لا دين له ولا هوية له، وإنما مرض فكري ونفسي يبحث المبتلون به دائمًا عن وجود مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان، وتأويل المؤولين، ونظرات المفسرين.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح ندوة «الإسلام والغرب .. تنـوع وتكامـل» والتي يعقدها الأزهر الشريف أن بواعث الإرهاب ليست قصرًا على الانحراف بالأديان نحو فهوم مغشوشة، بل كثيرًا ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية بل وسياسية، وراح ضحية الصراع والحروب من هذه المذاهب التي لا تمت للدين بأدني نسبٍ ـ راح ضحيته الآلاف بل الملايين من الضحايا والأبرياء.
وأضاف الأمين العام أنه من الظلم البيّن نسبة ما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي انتشرت في مناطق مختلفة من العالم إلى الإسلام، لمجرد أن مرتكبيها يطلقون صيحات التكبير وهم يفجرون، أو يذبحون، أو يحرقون.
وأوضح الأمين العام أن المآسي التي شهدتها البشرية ليست بسبب الدين، لأنه ليس في طبيعة أي دين من الأديان الإلهية، ما يؤدى إلى أية مأساة من هذه المآسي، بل إن من أبرز الأسباب الحقيقية لهذه المآسي، استغلال الشعور الديني وتوظيفه في واقع منحرف، وتحقيق أغراض يرفضها الدين نفسه.
وأكد الأمين العام أن العالم اليوم بحاجة إلى التعاون بين الحكماء والرموز والقادة الدينيين؛ فهناك العديد من الإحصاءات الدولية التي تكشف عن الإنفاق المرعب لإنتاج السلاح والتكسب ببيعه، وإشعال الحروب بين الشعوب الجائعة لضخ الأموال في اقتصادات أنظمة عالمية كبرى لا تشعر بوخز الضمير، وهي تقتات على دماء القتلى وأشلائهم.
وأوضح الأمين العام أن هذا الإرهاب الذي نعانيه جميعًا الآن أدانه العالم الإسلامي كله: شعوبًا وحكومات وأزهرًا وكنائس وجامعات ومفكرين ومثقفين وغيرهم، وعلينا جميعًا ـ مسلمين وغير مسلمين ـ أن نقف صفًا واحدًا لمجابهة التطرف والإرهاب والظلم بجميع أشكاله، وأن نبذل أقصى ما يمكن من أوجه التعاون من أجل القضاء على هذا الوباء القاتل.