تخلى ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» الذي يترأسه الداعية التابع لجماعة الاخوان الهارب إلى قطر يوسف القرضاوي، عن موقفه السابق المهاجم للتدخل الروسي في سوريا، تماهيا مع موقف قطر والسعودية، وأعلن أمين الاتحاد على محيي الدين القره داغى، مباركته للغارات الروسية على “داعش” في سوريا واصفا إياهها بـ”الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين”.
جاء ذلك في رد مكتوب على رسالة استلمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من ممثليه في روسيا، حيث أوضح الأمين العام للاتحاد على محي الدين القره داغي موقف منظمته إزاء العملية التي تقودها موسكو في سوريا، والذي كشف التناقض بين بيان شهر أكتوبر وبيان شهر نوفمبر.
وفي رسالة الإجابة التي كتبها القرة داغي في 12 نوفمبر الجاري، وصف فيها جهود موسكو في سوريا وغيرها من دول العالم الإسلامي بـ”الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين”.
وأكد أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “تبنى مواقف إيجابية من روسيا الاتحادية لوقوفها مع القضايا العربية والإسلامية في فلسطين ونحوها”، مرحبا “بالعودة الروسية إلى ساحة القرار الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، من أجل الاستقرار وبناء عالم متعدد الأقطاب”.
يشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدر بيانا مطلع شهر أكتوبر الماضى، ندد فيه بالتدخل الروسي في سوريا، ودعا القرضاوي إلى “اتخاذ قرار أممي يقضي بحظر طيران قوات نظام بشار الأسد وداعميه فوق سوريا”.
وقال الاتحاد في بيانه حينها إنه “يستنهض الأمة الإسلامية والعربية شعوبًا وعلماء وحكامًا لرفض التدخلات الروسية في سوريا، ويطالب العالم الحر بالاستمرار في دعم ثورة الشعب السوري ونضاله ورغبته في التحرر الوطني من قبضة نظام بشار المجرم الأثيم”.
ودعا القرضاوي “لتسليح المعارضة السورية غير المتشددة”، مشددًا على أنه “لا حل إلا برحيل الأسد الذي يقتل العباد ويدمر البلاد”.
كما دعا الاتحاد في بيان الأول “لمواجهة ما اسمها هذه الهجمة الروسية التي تستهدف المقاومة المعتدلة، والمجاهدين المناضلين، والمدن الصامدة التي تتعرض لقصف الطائرات والصواريخ بشكل يومي ومتواصل ما أدى لاستشهاد العديد من أبناء الشعب السوري الحر، مع التخاذل الأممي، والتواطؤ الغربي، والضعف العربي والإسلامي”.