كركوك
و في 16 أكتوبر 2017، استعادت القوات العراقية النظامية التي تدعمها الميليشيات الموالية لإيران، الأرض المتنازع عليها في كركوك بعد استفتاءً على الاستقلال كان من شأنه أن يسمح ضمنياً باستقلال كردستان العراق عن بغداد.
ولم يكن في وسع قوات البشمركة الكردية في كركوك الدفاع عنها في مواجهة القوى المهاجمة، وذلك بسبب الافتقار إلى هيكلية قيادية موحدة. ومع ذلك، فإن سوء الحسابات حول رغبة الولايات المتحدة في الدفاع عن كركوك قد لعب دوراً في المسألة. ونجم سوء الفهم في جزء منه من رسائل ملتبسة. ففي البداية، حض المسؤولون الأمريكيون الأكراد على إرجاء الإستفتاء، ما دفع المسؤولين الأكراد إلى الاستنتاج بأن أمريكا لا تعارض الاستقلال من حيث المبدأ وإن المشكلة تكمن فقط في التوقيت. ولاحقاً، بدأ مسؤولون أمريكيون وصف الاستقلال بـ”المعطل”. ويعتقد بعض الأكراد أن الموقف الأمريكي قد ذهب نحو التصلب بسبب ضغوط مارستها تركيا وبغداد.
وذكّرت الباحثتان بأن تركيا وإيران عارضتا بقوة الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، خوفاً من أن تشكل ملهماً للأقليات الكردية في البلدين.
تهديد للأمن
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لطهران في 4 أكتوبر 2017، أن الاستفتاء السلمي يشكل تهديداً للأمن القومي لتركيا. وحذر من أن أكراد العراق سيتعرضون “للجوع” وأن أنقرة ستقطع كل الخطوط التجارية مع كردستان العراق.
وبالتزامن مع هذه الزيارة وصف مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آيه الله علي خامنئي الاستفتاء الكردي بانه “خيانة للمنطقة كلها”. وبعد فقط 12 يوماً تحركت القوات الإيرانية والعراقية إلى كركوك.
وأشار الباحثان إلى أن الرسائل الملتبسة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو سوريا كانت أكثر غدراً وغرقت منطقة شمال شرق سوريا في الفوضى مع انسحاب القوات الأمريكية واستمرار الغزو التركي. وحتى الآن لم تبدر عن ترامب أية إشارة إلى عزمه سحب خمسة آلاف جندي أمريكي من العراق. لكن أخذا في الاعتبار الطبيعة غير المنظمة لقراراته وتكراره التعهد “بإنهاء الحروب غير المنتهية”، فإنه لا يمكن استبعاد إقدامه على مثل هذه الخطوة.
فوضى
وأوضح الكاتبان أن الفوضى الناجمة عن الانسحاب الأمريكي والتوغل التركي قد أسفرت عن فرار بعض عناصر داعش من مراكز الاحتجاز في سوريا. ويقع مخيم الهول على مسافة 15 كيلومتراً من الحدود العراقية ويحوي عشرات الآلاف من معتقلي التنظيم الجهادي. وتالياً يصير من المتخيل أن يحاول مقاتلو داعش التحرك مجدداً بحرية بين جانبي الحدود السورية-العراقية.