أكدت البحرين أن تغير المناخ يمثل تحديا عالميا يتطلب حلولا عالمية وتعاونا دوليا باعتباره تهديدا لا يقل خطرا عن التهديدات التقليدية للسلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير جمال فارس الرويعي المندوب الدائم للبحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن التغير المناخي والسلام والأمن برئاسة وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات مريم بنت محمد المهيري، حيث أشار الرويعي إلى أن بلاده وضعت مبدأ تحقيق التنمية المستدامة في صلب استراتيجياتها الوطنية، لاسيما في رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا).
وقال الرويعي إن الآثار السلبية للتغير المناخي لا تضرّ فقط البيئة التي نعتمد عليها، لكنها أيضا تهدد النظم الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية، وتفاقم من حدة الأزمات لاسيما في المناطق التي تتسم بضعف آليات المواجهة، إلى جانب أنها تدمّر البنية التحتية وتشرد المجتمعات وتؤدي إلى تفاقم مخاطر انعدام الاستقرار ونشوب الصراعات، مؤكدا أهمية التوصل إلى نهج جماعي وقائي شامل لمواجهة التحديات الأمنية الناشئة نتيجة لتغير المناخ تستهدف في المقام الأول الدول المتضررة من النزاعات.
ونوه المندوب الدائم للبحرين لدى الأمم المتحدة بمبادرات وجهود بلاده للتصدي للآثار السلبية لتغير المناخ، على الرغم من أن نسبة الانبعاثات فيها لا تتجاوز 0.07% من إجمالي الانبعاثات العالمية، مشيرا إلى إعلان البحرين التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060 عبر تبني مجموعة من الأهداف قصيرة المدى، حيث تسعى بحلول عام 2035 إلى تخفيض الانبعاثات بنسبة 30% من خلال مبادرات إزالة واحتجاز الكربون، ومبادرات لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار الرويعي إلى دعم المنامة لمبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” التي أعلنت عنها السعودية العام الماضي، ودعمها لأربع مبادرات عالمية رئيسية في مجال التغير المناخي انطلاقا من إيمانها بأن التحديات الدولية تتطلب جهودا دولية مشتركة، معربا عن تطلع البحرين إلى نتائج الجهود الحثيثة التي تقوم بها الإمارات في ظل تحضيراتها لمؤتمر (كوب28)، وما سينتج عن القمة من مبادرات تهدف إلى الحد من الآثار السلبية للتغير المناخي.