المولد الكروى انفض، بزيادة قوى تحفيل الأهلاوية على الزملكاوية، ما زاد عن حده قلب إلى ضده، هذا يورث البغضاء والكراهية، وقد تبذل ما بين العشيرة الكروية بالدم، ما هكذا تكون الروح الرياضية، والمشرحة الكروية مش ناقصة سخفاء.
هذا السيل العرم من التحفيل الأحمر البغيض، والقلش الشنيع، والكومكسات الخارجة، من قبيل السخف والتسخيف، كلها كلها لا علاقة لها بكرة القدم، ولا بالرياضة، فى بعضه خروج على الآداب العامة للسلوك المتحضر لشعب علم الأقدمين أدب الحوار.
أقول قولى هذا وأنا أهلاوى صميم، أقولها من قلبى، فارق كبير بين الضحك والفرفشة والمناغشة والمناكفة بين القبيلتين الحمراء والبيضاء، وهذا الذى نتترى فيه من وحل، من ذا الذى يقود الكرة المصرية إلى الهاوية، إلى الحضيض، المشاحنة اللفظية قلبت إلى مصادمات فيسبوكية، والفيسبوكية قلبت لخناقات حوارى، وفرش ملاية وردح وشتم ولعن وقلة أدب، متى كان هذا حادثا بين قبيلتين كرويتين تحيى ذكرى شهداء الرياضة فى توقيت معلوم كل مباراة.
زمان كان الانتماء الكروى يؤهل لاحترام المنافس، الآن بقصد قتل المنافس، وإهانته، وإهالة التراب على رأسه، وتعفير وجهه، وتلطيخ سمعته، ووصفه بأقذع الألفاظ، وأحط الأوصاف، واستفزاز كل مستودعات الكراهية، واستنفار كل عوامل الانتقام، واستحضار كل ثأريات الماضى الأليم.
مين السبب فى الكره؟///// ولماذا تسود الكراهية؟////// الجنازة حارة، الأصل أن الكرة المصرية تمر بأسوأ سنواتها قاطبة، بدلا من الانتباه إلى مستقبل الكرة المصرية تخطيطا وإعدادا/////// وأفكارا، نحترب، وننتحر، ونقتتل على دورى لا يسمن ولا يغنى من جوع إلى وصول المنتخبات إلى المنصات العالية.
زمان أيام الكابتن لطيف كان التشجيع لطيف، وأيام الكابتن ميمى الشربينى كان زى العسل، وطرائف الرياضيين، ومداعبات الجيران، ومكايدات الخلان، وحسن شحاتة يا معلم خلى الشبكة تتكلم، وبيبو بيبو بيبو الله يا خطيب، ناس كانوا متعصبين ولكن ظرفاء، ما فى زملكاوى كره الخطيب، ومافى اهلاوى لم يحترم المعلم، ومرة فى مباراة قمة نزل الخطيب والمعلم فى إيد بعض، كانت ناس فاهمة وواعية ومدركة خطورة التعصب الرياضى.
شحن الجماهير، وإثارة النعرات والعصبيات خطير، وما نستخفه اليوم سيكون وبالا فى الغد القريب، وما تفسفسه اليوم سيرتد عليك غداً، وإن غداً لناظره قريب، ارحموا أنفسكم، وطبطبوا على بعض، بلاش تجرحوا بعض، بعض الجروح تخلف قروحًا لا تشفى أبدا.