تصاعدت المطالب الشعبية في الجزائر بشكل غير مسبوق ضد المخططات المشبوهة لجماعة الإخوان التي تستهدف أمن البلاد. مخططات كشفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر “هاشتاج” “رشاد_حركة_إرهابية”، حيث أكدت معظم تعليقات الجزائريين على خطورة تلك المخططات التي تقودها حركة “رشاد” الإخوانية.
وأبدت معظم ردود أفعال رواد مواقع التواصل دعمها للطلب الذي قدمه ٤ محامين جزائريين لوزير العدل بلقاسم زغماتي بهدف تصنيف الحركة الإخوانية “تنظيمًا إرهابيًا” مع حركة “الماك” التي تدعو إلى انفصال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر.
وأشارت بعض التعليقات إلى المعلومات والتقارير الأمنية التي تحدثت عن “التحالف” بين الحركتين المتطرفتين تحت غطاء مخابرات أجنبية، وأنها “أطراف مأجورة لخدمة أجندات أجنبية ضد الجزائر” وفق تعليقاتهم. وأجمعوا على أن خطوة تصنيف حركة “رشاد” الإخوانية ضمن التنظيمات الإرهابية “ستعمل على تقويض خلاياها وأفرعها النائمة” الموروثة عن “الجبهة الإرهابية للإنقاذ” المحظورة منذ ١٩٩٢ بعد أن تبنت العمل الإرهابي لأكثر من ١٠ سنوات فترة تسعينيات القرن الماضي.
من جانبه؛ قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن إدراج حركة رشاد الإخوانية كتنظيم إرهابي خطوة مهمة في طريق تقويض أفرع هذه الجماعات بشمال أفريقيا ويتبقى الفرع التونسي وبعض الكيانات الأخرى في الجزائر وغيرها، وهي خطوة جيدة تكشف وعيا بعدم وجود فرق بين الإخوان وغيرها من التنظيمات التكفيرية المسلحة بل الإخوان هي الأخطر بمراحل حيث تستثمر العنف والإرهاب وتكفير الخصوم في السياسة لجني مكاسب وتهيئة الأرض للهيمنة على السلطة.
وقال الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن كشف ومعالجة الحركات الإسلامية التي تؤمن بالعنف وتستخدم طرق فساد وغسيل أموال لتمويل عناصرها الخارجة عن القانون أصبح ضرورة ملحة لدى الحكومات العربية كون المجتمعات العربية تعاني حاليا من خطر العولمة الإسلامية المسلحة والتي تدعمها وتشرف عليها قوى خارجية معروفة تحاول مد نفوذها للهيمنة على تلك المجتمعات من أجل تحقيق غايات سياسية وتجارية على حساب مصلحة المجتمعات العربية.
وأضاف “النجار”، أن الانتكاسات المتوالية للإخوان في مصر وتونس وأخيرا في الجزائر من الممكن أن توقف خطر العولمة الإسلامية المسلحة على الرغم من أن هذا الحلم لا يزال بعيد المنال بسبب الاضطرابات والأزمات التي تعيشها المنطقة. وتأسست حركة رشاد الإخوانية في ١٨ أبريل ٢٠٠٧ وتسعى إلى تغيير جوهري شامل في الجزائر ينهي الحكم الليبرالي وينتج عنه بناء وإرساء دعائم حكم إسلامي مثل محاولات الإخوان في مصر وتونس وغيرها من البلاد العربية التي باءت بالفشل.