استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم السبت، رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدى بقصر الاتحادية.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين.
وحرص الرئيس فى بداية المباحثات على الترحيب برئيس الوزراء العراقى، موجهًا التعازى للعراق حكومة وشعبًا فى ضحايا حادث عبارة نهر دجلة بالموصل، ومؤكدًا تضامن الشعب المصرى مع شعب العراق الشقيق فى مصابه الأليم.
كما أعرب الرئيس خلال المباحثات عن التقدير لاختيار رئيس الوزراء العراقى أن تكون مصر أولى زياراته خارجية بما يؤكد المكانة الكبيرة لمصر لدى الجانب العراقى، مؤكدًا بالمقابل دعم مصر للحكومة العراقية الجديدة والأهمية التى توليها لعلاقاتها مع العراق، والحرص على تطويرها فى مختلف المجالات.
من جانبه، وجه رئيس الوزراء العراقى الشكر للرئيس على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، معربًا عن تقدير الشعب العراقى لمواقف مصر قيادة وشعبًا الداعمة لبلاده، وما تمثله مصر من ركيزة أساسية فى المنطقة، ومثمنًا العلاقات التاريخية التى طالما جمعت بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد رئيس الوزراء العراقى حرص بلاده على دفع العلاقات بين مصر والعراق فى مختلف المجالات وتعزيز وتكثيف التعاون والتنسيق على المستويات كافة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، أن الرئيس أكد موقف مصر الثابت من العراق والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شئونه الداخلية.
كما وجه الرئيس التهنئة على الانتصارات التى حققتها القيادة والجيش العراقى، لطرد التنظيمات الإرهابية من الأراضى العراقية، ونجاح العمليات العسكرية فى استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها فى المحافظات العراقية، بما يمهد الطريق لاستقرار العراق وعودته للقيام بدوره الفاعل فى محيطه العربى، ليكون أحد عوامل الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادى فى المنطقة، وبما يساهم فى تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية، فى ظل الأزمات الإقليمية التى تواجه الأمة فى الوقت الراهن.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، تم التباحث حول سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، واستثمار الإمكانيات المتوفرة لدى البلدين فى هذا الإطار، وكذلك فى إطار التعاون مع سائر الأشقاء من الدول العربية، خاصة فى ضوء القمة الثلاثية المقرر عقدها غدًا بالقاهرة مع الملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك الأردن.
وتم خلال المباحثات استعراض التجربة المصرية فى مجالات تطوير البنية التحتية، حيث أعرب الرئيس عن استعداد مصر لنقل تجربتها للعراق بما يساهم فى عملية إعادة إعمار المناطق التى تضررت بها، فضلًا عن الاستعداد لعقد برامج ودورات تدريبية للكوادر العراقية فى مختلف المجالات وفقًا لاحتياجاته.
كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التعاون فى المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب، خاصة لدرء خطر انتقال العناصر الإرهابية من المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى بدول المنطقة. كما تم التوافق على سرعة الانتهاء من التحضير لعقد الاجتماع الأول اللجنة المشتركة العليا برئاسة رئيسى وزراء البلدين قريبًا بما يساهم فى دفع التعاون المشترك بين الجانبين.
وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء تطرق أيضًا إلى عدد من الموضوعات الإقليمية حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التى تشهدها المنطقة، والحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التى تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها.