أمهل المجلس الرئاسي الليبي وزيري الدفاع والداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة 72 ساعة لتقديم تقريرهما عن ملابسات الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس، ليل الجمعة.
ونقل موقع «بوابة الوسط» الإخباري عن المجلس الرئاسي تأكيده أن «من يعرض حياة المدنيين للخطر، ويعبث بالممتلكات الخاصة والعامة، سيعرض نفسه للملاحقة القانونية»، داعيا الجميع إلى التعامل بمسؤولية وتغليب مصلحة الوطن.
واستفاقت العاصمة الليبية طرابلس وسكانها، اليوم السبت، على وقع الصدمة والاستياء بعد اشتباكات عنيفة بالقرب من سوق الثلاثاء الذي يضم حديقة عامة كبيرة.
ودارت الاشتباكات الطاحنة بين كتيبة النواصي الداعمة لرئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن البرلمان فتحي باشاغا، وجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وخلفت قتيلا وخسائر مادية كبيرة.
ووقعت الاشتباكات في مناطق عدة، بينها منطقة «جزيرة سوق الثلاثاء» التي يتخذها كثير من المواطنين متنفسا أثناء الأجواء الحارة وانقطاع الكهرباء في العاصمة الذي يمتد لساعات طويلة.
ونقلت صفحات ليبية على مواقع التواصل الاجتماعي عدة فيديوهات تظهر رعب المواطنين جراء إطلاق الرصاص، وحدوث أزمة سير خانقة بالتزامن مع إغلاق بعض الطرق من قبل مسلحين.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول) عن «قلقها العميق» من معارك «بأسلحة ثقيلة» أدت إلى «تعريض حياة مدنيين للخطر».
اشتباكات طرابلس
من جهتها، كتبت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الأمريكية ستيفاني ويليامز، في تغريدة على تويتر، «كفى، أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين».
وأظهر شريط فيديو، تم بثه ليل الجمعة/السبت، رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة يأمر زعيم هذه المجموعة عبر الهاتف بتأمين المنطقة.
وأثارت هذه المواجهات موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هيمنة الميليشيات وهشاشة المؤسسات.
وكتب سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل، على تويتر، «إنه أمر مروع ومشين؛ تم استخدام أسلحة في حديقة كان الأطفال يجرون فيها ويلعبون».
ويعد جهاز حفظ الاستقرار مواليًا للدبيبة، بينما لواء النواصي مقرب من منافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا.
وتأتي هذه المواجهات بعد ثلاثة أسابيع من محاولة فاشلة قام بها فتحي باشاغا، بدعم من البرلمان ورجل الشرق، للاستيلاء على السلطة في طرابلس، مقر الحكومة المؤقتة التي يقودها الدبيبة.