تقدم مجلة السياسة الدولية الصادرة عن مؤسسة الأهرام في عدد أبريل 2023 رؤية استشرافية للأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، ويطرح آليات مقترحة ودورس مستفادة من تلك الأزمة، وتصاعد دور الشركات العسكرية والأمنية الخاصة في الصراعات الدولية، وكذلك الارتباط بين الصورة والعلاقات الدولية، بجانب دراسات ومقالات وتقارير تناقش التحولات العالمية والإقليمية من خلال رؤي تحليلية لخبراء ومتخصصين.
ويناقش الأستاذ أحمد ناجي قحمة، رئيس تحرير مجلتي السياسة الدولية والديمقراطية، أطروحات الحرب في العلاقات الدولية بين المنظور التقليدي وغير التقليدي، بينما حاولت افتتاحية قسم الدراسات الإجابة عن تساؤل يفرض نفسه بقوة بعد مرور عام على الحرب الروسية-الأوكرانية ويمثل في لماذا لم يتكرر نموذج أفغانستان في أوكرانيا، وقد تناول قسم الدراسات تداعيات الأزمة الأوكرانية على هيكل النظام الدولي الراهن، ودوافع وتداعيات تجنيد المرأة في التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وكذلك آليات المواجهة.
بينما قدمت موضوعات ملف العدد رؤي للأزمة الاقتصادية العالمية، حيث ركزت على حتمية التعاون الدولي والإقليمي والأفريقي وآلياتهم لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وكيفية بناء اقتصاد أكثر مقاومة للأزمات الاقتصادية، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على دول شرق وجنوب شرق آسيا وعلى سياسات الحماية الاجتماعية، وكذلك أدوات مؤسسات التمويل الدولية لتخفيف تفاقم معدلات الدين العالمي، وتأثير أزمة الطاقة في الاقتصاد العالمي، وخطط حماية الاستثمارات الأجنبية في أوقات الأزمات. بالإضافة إلى مناقشة مقومات ومعوقات تحقيق الأمن الغذائي العربي، ومخاطر إفلاس بنك وادى السيليكون على اقتصاد عالمي مأزوم.
وتناول قسم المقالات الدواعي الإنسانية والأبعاد السياسية لجهود الإغاثة الدولية، وتقاطعات الجريمة المنظمة والتنافس الدولي، وأخيرا السياسة الخارجية البريطانية بعد “البريكست”، بينما تناول قسم القضايا تقارير تحليلية عن عدد من التطورات الدولية والإقليمية ومنها المواجهة والتعاون كسياستين حاكمتين للمنافسة الأمريكية-الصينية، ورئاسة مصر لمؤتمر نزع السلاح وجهود إحياء منظومة ضبط التسلح، واتجاهات الوساطة المصرية بين فلسطين وإسرائيل، وأبعاد وتداعيات التصعيد العسكرى الروسي-الأوكراني في مولدوفا. ومع مرور عام على الحرب الروسية -الأوكرانية تم مناقشة محددات رؤية روسيا لمستقبل الحرب مع أوكرانيا في عامها الثاني، و”السلام التنموي الصيني” في مواجهة “السلام الليبرالي الغربي” في وقت يتصاعد فيه الدور الصيني في الوساطة الإقليمية والدولية. وناقش القسم أيضا المآلات المستقبلية للتنافس الدولي المتصاعد في القارة الإفريقية، ومؤشرات ودوافع عودة الاهتمام الأمريكي بدول أمريكا اللاتينية، وأخيرا استخدام المنصات الإعلامية لتضليل الرأي العام العالمي بالتركيز على السياسات الأمريكية.
وتناول قسم التطرف والإرهاب قضية التطرف والإرهاب اليساري باستعراض صعوده وتراجعه في عديد من الحالات ومنها إرهاب اليسار المتطرف في أمريكا الشمالية، والإرهاب اليساري الثوري في أمريكا اللاتينية، والتطرف والإرهاب اليساري في أوروبا، وسمات اليسار المتطرف في آسيا ومستقبله.
وبحث القسم العسكري مداخل تعزيز فعالية مكافحة الإرهاب في القرن الحادي والعشرين، وقد ركزت أحد موضوعاته على خبرة مركز الساحل والصحراء، ومساهمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جهود التصدي للأنشطة الإرهابية على الإنترنت، واستحداث برامج دعم الأبرياء من أبناء العناصر الإرهابية، وكذلك استخدام “الدرونز” في عمليات مكافحة الإرهاب، وأخيرا دمج المرأة في الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب.
وتناول قسم فيما يفكر العالم رؤية الكتابات الغربية لحرب الرقائق الإلكترونية بين الولايات المتحدة والصين. بينما استعرض ملحق تحولات استراتيجية تصاعد أدوار الشركات العسكرية والأمنية الخاصة في الأزمات والصراعات الراهنة. فتناول التغير في النظام الدولي وتنامى صناعة الخدمات العسكرية الخاصة ، وخبرة الولايات المتحدة وروسيا في الاعتماد على تلك الشركات لتعزيز نفوذها الدولي وحماية مصالحها في الخارج، ودور الشركات العسكرية والأمنية الخاصة في بعثات عمليات السلام الدولية، وهل ستكون الشركات العسكرية الخاصة بديلا للجيوش النظامية، والوضع القانون للشركات العسكرية والأمنية الخاصة في القانون الدولي الإنساني.
وأخيرا، تناول ملحق اتجاهات نظرية الارتباط بين الصورة وقضايا العلاقات الدولية، من خلال خمس موضوعات ناقشت منهجيات التحليل البصرى للصورة السياسية، واقترابات الصورة البصرية في العلاقات الدولية، وتأثيرات الصورة البصرية في مفهوم “القوة”، وأخيرا استخدامات تنظيمات التطرف للعامل البصرى، وإشكاليات علاقة الصورة البصرية والهوية الوطنية.