تحول اجتماع وزراء الإعلام العرب، أمس، إلى جلسة محاكمة علنية لقطر و«جزيرتها»، بعد أن شن عدد من وزراء الإعلام العرب هجوماً واسعاً على سياسة قناة الجزيرة القطرية فى نشر الفوضى وإثارة الفتن بين الدول العربية، فيما شارك السفير سيف بن مقدم البوعينين، سفير قطر بالقاهرة سابقاً، ومندوب الدوحة الدائم لدى جامعة الدول العربية، كرئيس لوفد بلاده فى اجتماع وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، حيث كان شاهداً على هجوم متكرر فى كلمات المشاركين سواء بشكل معلن أو مبطن على سياسة بلاده الإعلامية، فيما أشاد الدكتور أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام السودانى، بلقاء الوزراء بالرئيس عبدالفتاح السيسى قائلاً: «اجتمعنا لمدة ساعتين مع الرئيس وقال كلاماً عظيماً عن دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وينبغى أن نهتدى به فى اجتماعنا اليوم».
«الرئيس»: رسالة «الإعلام» نشر المعلومات الصحيحة.. ووزير بحرينى: «الجزيرة» أساءت للمملكة والجيش المصرى العظيم.. ومندوب قطر بالجامعة العربية يغادر الاجتماع
وفى بداية الاجتماع شن على بن محمد الرميحى، وزير شئون الإعلام فى مملكة البحرين، هجوماً حاداً ومفاجئاً، وهو الأول من نوعه فى أروقة جامعة الدول العربية منذ الأزمة القطرية، حيث هاجم الوزير سياسة قناة الجزيرة القطرية، متهماً إياها بإثارة الفتنة فى بلاده عبر إطلاق أفلام وثائقية مسيئة عن الأوضاع فى البحرين، وإثارة الخلافات بين الدول العربية، وترسيخ سياسة التطاول على الجميع، حيث جاءت كلمة الوزير البحرينى فى ختام رئاسة بلاده للدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية للإعلام. واستنكر الوزير البحرينى هجوم القناة القطرية على الجيش المصرى الذى قدم الكثير من التضحيات دفاعاً عن الأمة العربية عبر الأفلام الوثائقية المسيئة، وذلك فى إشارة إلى الفيلم المفبرك الذى أنتجته القناة مؤخراً، فضلاً عن هجومها على «بلاد الحرمين» المملكة العربية السعودية، والإمارات صاحبة التجربة التنموية الرائدة عالمياً، على حد قوله. من جانبه، رد مندوب قطر بالجامعة العربية على هجوم وزير الإعلام البحرينى على قناة الجزيرة، وزعم «البوعينين»، خلال كلمته، أن قناة «الجزيرة» تقول الحقيقية دائماً والعالم العربى يخاف من الحقيقة، وقال: «لا أريد أن أدخل فى مهاترات خلال الاجتماع.. والحقيقة مثل الشمس لا يغطيها الغربال». وهاجم «البوعينين» قنوات البحرين وقال إنها تدعو للإرهاب.
ومع مواصلة الهجوم على «الجزيرة»، اضطر السفير القطرى سيف بن مقدم البوعينين لمغادرة مقعد بلاده فى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية لوزراء الإعلام مؤقتاً، وذلك بعد أن رفضت رئاسة الاجتماع منحه مداخلة إضافية للرد على رئيس الوفد السعودى الذى هاجم بلاده وسياستها الإعلامية مجدداً، وجاء الموقف القطرى بعد أن أكد عواد العواد، وزير الإعلام السعودى، خلال كلمته بالاجتماع، أن قطر تشق الصف العربى، واصفاً قناة الجزيرة القطرية بأنها «قناة للشر والفتنة وليست للرأى والرأى الآخر، فهى تدعم الإرهاب والتطرف».
وقال خلال كلمته، إن «قناة الجزيرة قناة للتطبيل لقطر وللهجوم على الآخرين»، مطالباً قطر بأن تكف عن دعم الإرهاب وتمويله وقناة الجزيرة.
«العواد»: قناة الشر والفتنة.. والوزير السودانى: يجب أن نهتدى بحديثنا مع «السيسى» لمواجهة الإرهاب.. و«مكرم»: التخلص من التطرف بامتناع الجميع عن دعمه
وبعد كلمة الوزير السعودى طلب رئيس وفد قطر فى الاجتماع سيف بن مقدم البوعينين مندوب قطر فى الجامعة، الرد على حديث الوزير السعودى، إلا أن رئيس الجلسة وزير الإعلام التونسى رفض، وقال له «هناك ترتيب لكلمات رؤساء الوفود».
من جانبه، أكد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن المهمة العاجلة لمجلس وزراء الإعلام العرب هو التكاتف لاجتثاث الإرهاب من جذوره. وشدد «مكرم» على أن الخلاص من الإرهاب بأن يمتنع الجميع عن تمويله وإعطائه ملاذات آمنة وأن يمتنع البعض أن يُسّخر له أبواقاً كاذبة. وقال «مكرم»: «إننا لا نريد أن نعادى أو نخاصم أحداً، فقط نريد أن نخلص أنفسنا وعالمنا من هذا الوباء، وأن نخلص العالم من هؤلاء لأن إفلاتهم من العقوبة يعنى أن كل ما نفعله لغو فى لغو».
وقال الأمين العام أحمد أبوالغيط إن «بعض منابر الإعلام العربى صارت، وللأسف، جزءاً من الأزمات بدلاً من أن تفتح باباً للخروج منها، ولعبت دوراً سلبياً فى بعض الأزمات التى شهدها عدد من البلدان العربية، عوضاً عن أن تكون سنداً للمواطن العربى فى فهم واقعه المعقد».