أخبار عالميةعاجل

الصين تزاحم أمريكا على الزعامة بعدما تفوقت عسكريًا

العالم يتأهب لمرحلة ما بعد انتهاء حقبة القطب الأوحد، التي دامت لأمريكا في أعقاب تفتت الاتحاد السوفيتي، حيث بات التنين الصيني على أعتاب مزاحمة الولايات المتحدة على زعامة العالم، ولا سيما في مجال التفوق العسكري حيث ارتفعت وتيرة المناقشات في الآونة الأخيرة حول الانحدار النسبي للقدرات العسكرية للجيش الأمريكي بعد صعود الصين كقوة عسكرية واقتصادية وتفوقها على أمريكا بعدما كانت تتفوق على دول العالم بأكملها.

وبحسب صحيفة “ناشيونال انتريست”، في تقرير نشرته، أكدت إن القدرات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، التي تفوقت بها على روسيا والصين لعقود، آخذت بالتقلص، وذلك وفقًا لتصريحات الجنرال فرانك جورينس في سلاح الجو الأمريكي.

واقعة سابقة
وقال جورنيس، إن هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها الولايات المتحدة من الاحساس بالانحدار وتضائل قدرات جيشها، فهي عاشت مثل هذه الواقعة قبل سابق في أوائل السبعينيات بعد انتهاء الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي وحلفائهم.

وأوضحت الصحيفة، أن المقارنات بين أواخر السبعينيات والعقد الأخير كشفت طبيعة الحياة الدورية التي تحفز سياسة الدفاع الأمريكية، مشيرة إلى أن الحملات المطولة لمقاومة التمرد في الخارج سواء في الهند أو الصين أو الشرق الأوسط ادت إلى استنزاف القوة الأمريكية، مما أدى إلى انحدارها نسبيًا.

سياسة خارجية
وأشارت الصحيفة إلى أن “الحديث عن ضعف وتقهقر قوة الجيش الأمريكي لم يكن ليطرأ على بال أحد في أروقة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، متمثلًا بالنمو الاقتصادي للصين والهند على المدى الطويل، متفوقتين على الولايات المتحدة، رغم ما تعرض له البلدان من صعوبات اقتصادية حادة خلال الحرب الباردة، ومنذ عام 1990 شهد البلدان نموًا مستدامًا، مما أدى إلى اندماجهما في الاقتصاد العالمي”.

عائقان
هناك عائقان رئيسيان يجعلان الاستراتيجيات التنافسية في العصر الحالي مختلفة عن تلك التي كانت سائدة خلال الحرب الباردة، مما يحذر الولايات من التفاؤل المفرط وهما: تآكل الدعم المحلي على التزام أمريكا العالمي.

والثاني، ينطوي على طبيعة الوسائل التي يتبناها المنافسون الأمريكيون في تحدي الأسبقية الأمريكية.

هل سيعيد التاريخ نفسه؟

وفي أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات كان لإحساس الولايات المتحدة بالانحدار العسكري أثرًا بالغًا في التفوق العسكري والنجاح، بعدما تحولت إلى إستراتيجية تنافسية في سياق قوة عظمى، ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة أن تحتضن إستراتيجية تنافسية قوية لكي تحافظ على أسبقيتها مرة أخرى ضد الصين كما فعلت قبل سابق؟.

سجل مشجع

وتمتلك الولايات المتحدة سجل مشجع في تعزيز الوجود الأمريكي وتسهيل الشبكات الأمنية التي تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال توطيد الوجود الأمريكي في منطقة المحيط الهادي بشكل ثابت بعد انتهاء الحرب الباردة.

إستراتيجية الهند

بينما اكتسب مصطلح “المحيط الهندي الباسيفيكي” عملة أوسع حيث اعتمدت إدارة ترامب على إستراتيجية الهند والباسيفيك كسياستها الإقليمية الرئيسية، وهذا المفهوم الذي يضم الهند في الإطار الإستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ويبرز الوعي البحري المتزايد بين الدول ذات التفكير المماثل في المنطقة سوف يضيء تطور الشبكة الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.

بوش وأوباما

واختتمت الصحيفة بأن من يستحق اللوم على التراجع النسبي للقدرات العسكرية الأمريكية هما إدارتا “بوش وأوباما” نتيجة للخيارات السياسية الخارجية الخاطئة”، داعية إلى “منح الجيش الأمريكي مزايا أكبر ليظل في مستوى المنافسة على أقل تقدير، خاصة في ظل وجود قوى أخرى آخذة بالصعود” في إشارة إلى روسيا والصين.

زر الذهاب إلى الأعلى