أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى أنه لن يكون هناك سلام حقيقى دون حل للقضية الفلسطينية، جاء ذلك خلال حوار الملك عبدالله الثانى فى نيويورك، مع رئيس مؤسسة المونيتور الإعلامية أندرو باراسيليتى خلال مؤتمر قمة الشرق الأوسط العالمية، الذى عقدته مؤسستا المونيتور وسيمافور الإعلاميتان، بحضور قيادات سياسية وإعلامية دولية.
وتناول الحوار، الذى جرى بحضور الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثانى ولى العهد الأردنى والأمير هاشم بن عبدالله الثاني، المستجدات فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وجهود الأردن فى العمل نحو السلام والتكامل الإقليمي، بالإضافة إلى الضغوط المتزايدة جراء أزمة اللاجئين، والتطورات فى سوريا.
وأشار العاهل الأردني، فى معرض رده على سؤال حول إمكانية المضى قدما فى عملية السلام، إلى ضرورة التركيز على مسألتين ملحتين، الأولى هى الانتقال إلى جيل فلسطينى جديد من القادة، مضيفا “هذه إحدى القضايا التى يجب أن نفهمها، إلى أين يتجه الفلسطينيون”.
ولفت الملك عبدالله الثانى إلى أنه من المهم بالنسبة للأردن والدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل أن يكونوا قادرين على الوصول إلى جيل الشباب من الفلسطينيين والتحاور معهم.
وبيّن أن المسألة الملحة الثانية هى إلى أين تتجه إسرائيل، متسائلا “كيف يمكننا أن نتوصل إلى تفاهم حول الأفق السياسي؟”.
وأعاد الملك عبدالله الثانى التأكيد على أهمية الاستثمار فى الفرص المتاحة للمشاريع الإقليمية، بحيث تتم الاستفادة من إمكانيات مختلف الأطراف لتعود بالمنفعة على الجميع وتوفر الأرضية المناسبة للعمل نحو السلام.
كما تحدث العاهل الأردنى عن تراجع الاهتمام الدولى بقضية اللاجئين وتضاؤل الدعم من المجتمع الدولى بشكل كبير، محذرا من أن قضية اللاجئين قد تعود “لتؤرقنا جميعا” جراء عدم الاستقرار فى الجنوب السوري.
واستعرض الملك عبدالله الثانى الجهود الذى يبذلها الأردن لتوفير الخدمات التعليمية والصحية للاجئين، وتوفير تصاريح العمل لهم، مشيرا إلى أن المساعدات التى تتلقاها المملكة لا توازى الدعم المقدم للاجئين، وأضاف: “ستزداد الأوضاع سوءا فى ظل التحديات التى نواجهها فى المنطقة، إذا كانت هناك موجة أخرى من اللاجئين”.
وفى إجابته عن سؤال حول جهود الأردن فى تعزيز التكامل الإقليمي، تحدث الملك عبدالله الثانى عن آلية التعاون الثلاثى مع مصر والعراق وفرص المشاريع الإقليمية وكيفية التعامل مع تحديات نقل المياه والطاقة، وتأسيس البنى التحتية للسكك الحديدية، ومراكز لوجستية تخدم الدول الثلاث والمنطقة بأكملها.
واختتم العاهل الأردنى الحوار بالإشارة إلى الفرص المتوافرة فى المنطقة، لافتا إلى أن تحقيق الرفاه الاقتصادى فى الإقليم قادر على هدم الحواجز وتقريب الشعوب من خيار السلام طالما تمكنت هذه الشعوب من “تأمين حياة كريمة لأحبائها”.