نبه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادى إلى أن النصر العسكرى الذى تحقق على تنظيم (داعش) الإرهابى استنزف كل طاقاته وأن الهزيمة الشاملة ستلحق بهم قريبا وسيتم رفع العلم العراقى فى الموصل كما رفع فى الفلوجة.. مؤكدا أن العراق سيقضى على داعش، والنصر عليه بالعراق يقضى عليه فى العالم كله.
وقال العبادي، خلال اجتماعه اليوم الجمعة، مع وكلاء ومسؤولى الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية العراقية، إن وزارة الداخلية مهمتها الأمن الداخلى إلا أنها تحملت دورا إضافيا تمثل بمحاربة الإرهاب عسكريا، وهى لكل المواطنين ويجب أن تكون بعيدة عن التحزب والتسييس.
وأضاف: أن وزير الداخلية محمد سالم الغبان قدم استقالته وقبلتها فى اليوم نفسه، لأن الاعتداء الإرهابى فى الكرادة رد فعل على انتصارنا الكبير فى الفلوجة، وأن هناك من يتاجر بدماء العراقيين من أجل مصلحة سياسية فى الوقت الذى ينبغى أن نتوحد فيه من أجل مواجهة الإرهاب الذى يستهدف الجميع.
ولفت العبادى إلى أن عصابات داعش تواجه انكسارا واضحا بعد الانتصار الكبير الذى حققته القوات العراقية فى الفلوجة، ولم تتمكن عناصر التنظيم عبر الصحراء وتم قصفهم بالطيران، ولذلك بدأوا باللجوء إلى أسلوب التفجيرات الجبانة واستهداف المواطنيين ليثبتوا انهم مازال لهم وجود وتأثير ليستمر الدعم المالى لهم وتستقطب ارهابيين آخرين.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة تكثيف الجهود من قبل وزارة الداخلية من اجل توفير الامن للمواطنين وكشف المجرمين والقضاء على الخلايا الارهابية ومكافحة الجرائم الجنائية والاقتصادية، منوها إلى أن وزارة الداخلية أكبر واجهة حكومية يحتك بها المواطن ولذا يجب ان تقدم له افضل الخدمات من خلال تطوير هذه الخدمات وتبسيط الاجراءات.
وطالب ببذل الجهود من أجل أن يكون عام 2016م عاما للقضاء على الفساد فى وزارة الداخلية، وأضاف: أن الفاسد لن نجعله يشعر بالراحة والأمان وسنلاحقه اينما كان، ولابد من تطبيق اجراءات السلامة الأمنية الوطنية فى الأسواق والمباني.
يذكر أن العبادى قررإعفاء مسؤولى الأمن والاستخبارات فى العاصمة العراقية، وقائد “عمليات بغداد” الفريق عبد الأمير الشمرى من مناصبهم.. وكان وزير الداخلية العراقى محمد سالم الغبان أعلن استقالته من منصبه – خلال المؤتمر صحفى ببغداد يوم الثلاثاء الماضي- وانتقد خلاله حالة تبادل الاتهامات بين الجهات المختصة بعد كل تفجير فى بغداد لوجود تداخل فى الصلاحيات بين الأجهزة الأمنية وقيادة عمليات بغداد، وكلف وكيل وزارة الداخلية بتسلم مهام الوزارة، وقبل العبادى الاستقالة.
وكان تفجير “الكرادة داخل” الإرهابى وقع فى الساعة الأولى من فجر يوم الأحد 3 يوليو بسيارة مفخخة انفجرت ونتج عنها حريق هائل دون إحداث حفرة بالأرض أو إنهيار للمبانى وتبناه تنظيم(داعش)الإرهابي، ووصف الحادث بأنه الأعنف الذى شهدته العاصمة العراقية منذ فترة، وأسفر عن مقتل 292 وإصابة 200 آخرين غالبيتهم من الشباب، ومن بين القتلى 150 جثة متفحمة وغالبيتها يصعب التعرف على هويتها دون إجراء تحليل البصمة الوراثية “دى إن إيه” من قبل دائرة الطب العدلي.. واستهدف التفجير مركزا تجاريا ومحلات متنوعة بالشارع الرئيسى لمنطقة “الكرادة”، وتسبب فى إلحاق أضرار مادية كبيرة فى ست بنايات حرقا بسبب مادتى “نترات الأمونيا” و “سى فور” التى كانت بالسيارة المفخخة ولوجود مواد قابلة للاشتعال بالموقع مثل محلات العطور.