تحل هذه الأيام الذكرى الـ 52 على رحيل الكوميديان الراحل “إستيفان روستي” صاحب أشهر الإفيهات والتي رسخت في ذاكرة السينما المصرية، وهو الشرير الارستقراطي الظريف صاحب الأسلوب المنفرد والمميز، له خلطة فنية يصعب أن تتكرر في أي فنان آخر.
هو فنان متعدد المواهب فهو مخرج وفنان له طعم خاص، فلم يستطع أحد أن يقلده أو يقترب من منطقته أو ينافسه، فهو المتربع على عرش كوميديا الموقف، سافر لدراسة فن الإخراج في إيطاليا، ولكي يوفر نفقات معيشته اضطر للعمل فترة من شبابه كبائع للتين الشوكي.
التقي براقصة نمساوية في مصر أحبها وهام بها، وعندما سافرت قرر السفر إليها ليتزوجها، ليكتشف أنها “حبيبة” والده الذي طرده شر طردة، ليعود إلى مصر ويغلق باب قلبه حتي قارب الستين من عمره، حتى تعرف علي امرأة إيطالية صارت زوجته بعد ذلك.
عاش مأساة في بيته والتي بدأت فور إنجاب زوجته الإيطالية لطفليه التوأم اللذان توفيا في أوقات متعاقبة، لتكون البداية لحرمان روستي من الأطفال، الأمر الذي ترك جرحا كبيرا في نفسيته خاصة أنه كان شخصا يعشق الأطفال.
كان جالسا في أحد المقاهي يلعب الطاولة مع أصدقائه بعد مشاهدته العرض الأول لفيلمه “آخر شقاوة”، وأثناء جلوسه شعر بآلام مفاجئة في قلبه وعلي الفور نقله أصدقاؤه إلى المستشفى اليوناني، وعندما قام الأطباء بفحصه وجدوا انسدادا في شرايين القلب ونصحوا أصدقاءه بضرورة نقله لمنزله القريب من المقهى، ولم تمض سوى ساعة واحدة حتى فارق روستي الحياة.
عند وفاته لم يكن في بيته سوى 7 جنيهات وشيك بمبلغ 150 جنيها كانت الدفعة الأخيرة من فيلمه (حكاية نص الليل)، أما زوجته فقد أصيبت بالجنون بعد أسبوع من رحيله، وتحملت نقابة الممثلين نفقات سفرها لعائلتها ب (نابولي)، فلم يعد هناك من يرعاها بعد رحيل زوجها الفنان استيفان روستي.