السياسة والشارع المصريعاجل

المتحدث العسكري ينشر تفاصيل افتتاح السيسي لمركز المنارة في ذكرى أكتوبر

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة مركز المؤتمرات والمعارض الدولية، والذي يعد أحد الصروح الثقافية الكبرى التي أقامتها القوات المسلحة، وفقًا لأحدث النظم التقنية والتكنولوجية، تزامنًا مع احتفالات الشعب المصرى وقواته المسلحة بالذكرى الرابعة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، واستمرارًا للجهود المبذولة لدعم مقومات التنمية الحضارية على أرض مصر.

وبدأت المراسم بوصول الرئيس إلى مقر المركز بمحور المشير بمنطقة التجمع الخامس، حيث كان في استقباله الفريق أول صدقى صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار القادة، حيث قام عدد من شباب وفتيات مصر بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقص الشريط إيذانًا بافتتاح المركز الذي يضع مصر من جديد على الخريطة السياحية للمؤتمرات الكبرى والمعارض العالمية.

مركز المنارة
واستمع السيسي إلى شرح على ماكيت المشروع من اللواء أركان حرب حسن عبد الشافى مدير المهندسين العسكريين تضمن وصفًا للموقع العام وإمكانيات مركز المؤتمرات الذي أطلق علية “المنارة” حيث أقيم على مساحة 75 ألف متر مربع، ويضم صرح متعدد الأغراض على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويشمل 11 قاعة متعددة الإستخدامات، ومسرح رئيسى يسع 1670 مشاهد أقيم على مساحة 5 آلاف متر مربع، مقسمة إلى 3800 متر مربع لأماكن المشاهدين و1200 متر مربع لخشبة المسرح الثابتة والمتحركة والكواليس، والمسرح مجهز بكافة الاحتياجات من أنظمة الصوت والتصوير ووحدات المونتاج والإخراج والبث المباشر التي تلائم إستضافة العروض الفنية والإستعراضات العالمية، بالإضافة إلى ساحة العرض المكشوف بمساحة 8800 متر مربع، ومنشآت إدارية وخدمية ومناطق إنتظار سيارات تسع 300 سيارة و36 أتوبيسا سياحيا، وجراجا سفليا يستوعب نحو 1000 سيارة، فضلًا عن المساحات الخضراء وأعمال التنسيق الحضارى.

جولة تفقدية
وقام الرئيس بجولة تفقدية داخل المركز شملت قاعة المؤتمرات التي أقيمت على مساحة 900 متر مربع وتتسع لنحو 219 مشاركًا وتعقد فيها جميع المؤتمرات لكافة الأغراض وتم تصميمها على مستوى عالمى، وتزويدها بأحدث وسائل العرض المرئى والصوتى والبث الداخلى والخارجى والترجمة الفورية.

كما تفقد قاعة العرض السينمائى المقامة على مساحة 900 متر مربع وتتسع لنحو 474 مشاهدًا، تم تزويدها بأحدث نظم العرض السينمائى ثلاثى الأبعاد، ويمكن تحويلها إلى قاعة مؤتمرات بنفس السعة، كذلك قاعة المائدة المستديرة المجهزة لعقد الإجتماعات الرئيسية لعدد 25 من كبار الشخصيات والوفود المرافقة لها بإجمالى 129 فرد تم تجهيزها بأحدث منظومات الترجمة الفورية والعرض ونقل الحدث داخليًا وخارجيًا، وملحق بها قاعات للاستقبال والضيافة.

ويضم مركز المؤتمرات مركز إعلامي يسع 140 صحفيًا، مزود بغرف للترجمة وشاشات تليفزيونية لنقل الفعاليات المؤتمرات، ملحق به مركز إتصالات دولية لتقديم الخدمات الإعلامية للمراسلين والصحفيين وفقًا لأحدث الأنظمة الإلكترونية التي تتيح إمكانية تسجيل ونقل المحتوى عبر وسائط الاتصال بالمركز، فضلا عن العديد من قاعات المحاضرات وورش العمل المتنوعة والمزودة بأحدث شاشات العرض التفاعلى، إضافة إلى قاعة للطعام مساحة 780 مترًا مربعًا مجهزة لاستضافة أكثر من 200 زائر ومزودة بمطبخ على أحدث النظم الفندقية لتلبية احتياجات ضيوف المركز بطاقة 1200 فرد في الوجبة الغذائية الواحدة، كما يمكن استخدام عدد 3 قاعات إضافية متدرجة السعات كقاعات طعام لتلبية المطالب التنظيمية للأنشطة والمعارض والمؤتمرات المختلفة.

المحاربين القدماء
ويضم المركز على عدد من قاعات العرض الدائرية متعددة الاغراض التي تستخدم لإقامة المعارض الداخلية حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح المعرض الفنى لمنتجات وإبداعات أعضاء جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، والذي يضم أعضاء الجمعية من الأعمال الخشبية والنحاسية والنحت والرسم على الزجاج والخزف والمنتجات الجلدية والمنسوجات بالإضافة لمنتجات مصنع الأجهزة التعويضية.

واستمع إلى شرح من اللواء سيد على الغالى مدير الجمعية ضمن الأنشطة المختلفة التي تقدمها جمعية المحاربين القدماء لرعاية أعضائها حيث يتم اكتشاف وتنمية ومهاراتهم المختلفة وتوفير المدربين وأماكن التدريب والخامات الأساسية اللازمة لهم وإقامة المعارض للمشاركة في تسويق منتجاتهم عرفانًا بما قدموه من تضحيات من أجل رفعة وكرامة مصرنا الغالية.

وتفقد السيسي معرضًا للمشروعات متناهية الصغر لجمعيات الأسر المنتجة التابعة لوزارة التضامن الإجتماعى، والذي يضم العديد من المنتجات اليدوية والتراثية المصنعة بالإعتماد على الخامات المتوفرة بالبيئة المصرية، حيث استعرضت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الإجتماعى جهود الوزارة في هذا القطاع الذي يضم 27 جمعية على مستوى الجمهورية تقدم خدمات وبرامج التمويل والتدريب والإقراض والتسويق لأكثر من 3 ملايين أسرة مصرية في مختلف الأنشطة.

الإسكان والعشوائيات
كما تفقد الرئيس إحدى قاعات العرض الرئيسية بالمركز والتي تضم معرضًا لمشروعات التنمية الشاملة التي تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على تنفيذها بالتعاون مع أكثر من 3 آلاف شركة مدنية توفر الملايين من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بمختلف محافظات الجمهورية، واستمع إلى عرض من اللواء أركان حرب كامل الوزيرى رئيس الهيئة تناول أهم هذه المشروعات في مجال الطرق والكبارى والمحاور المرورية وإنشاء وتطوير المطارات، ومشروعات الإسكان والمدن الجديدة وإسكان بديل العشوائيات، ومشروعات قطاع الأمن الغذائى وإقامة الشون وصوامع الغلال ومشروعات الثروة السمكية والصوب الزراعية واستصلاح الأراضى ومحطات تحلية المياه، ومشروعات التنمية في قطاع التعليم وإقامة المدارس والجامعات، وقطاع الرعاية الصحية وإنشاء وتطوير العديد من المستشفيات ومراكز طب الأسرة، بجانب المنشآت الرياضية والاجتماعية والترفيهية ودور العبادة بالعديد من المحافظات.

كذلك مشروعات التنمية الصناعية والتنموية بمحور قناة السويس من بينها أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد والمنطقة الصناعية والأرصفة البحرية والميناء بمنطقة شرق بورسعيد، بجانب المشروعات التنموية والخدمية والتجمعات البدوية بمحافظتى شمال وجنوب سيناء.

أكتوبر أنشودة النصر
ومن داخل المسرح الكبير بمركز المؤتمرات شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائع الندوة التثقيفية السادسة والعشرون التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تحت عنوان “أكتوبر أنشودة النصر” والتي تضمنت العديد من الفقرات التي تستعرض البطولات والتضحيات الممتدة لأبناء مصر في الدفاع عن الوطن جيلًا بعد جيل.

وحضر وقائع الندوة المشير حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقًا، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء والمحافظين وأعضاء مجلس النواب ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وعدد من الشخصيات العامة رموز الفكر والثقافة والإعلام، وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وأبناء محافظتى شمال وجنوب سيناء.

بدأت وقائع الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها ظهور فريق المنتخب الوطنى وجهازه الفنى وأعضاء الاتحاد المصرى لكرة القدم الذين حققوا إنجازًا تاريخيًا طال انتظاره بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بروسيا وإسعاد الشعب المصرى العظيم.

وقام السيسي بتقديم التهنئة لأعضاء الفريق الذين قدموا مثلًا متميزًا لقدرة أبناء هذا الشعب وشبابه في تحقيق الإنجازات التي تعكس حضارة الشعب المصرى وتاريخه العريق، وطالبهم بالمزيد من النجاحات والإنجازات لرفع اسم مصر عاليًا وإسعاد الشعب المصرى العظيم.

واشتملت الندوة على عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان “المنارة” استعرض إمكانيات مركز المؤتمرات والمعارض الدولية الجديد الذي يعد بمثابة تحفة معمارية زودت بكافة الإمكانات الفنية والتقنية وأحدث وسائل العرض والبث المباشر ليكون منارة جديدة لنشر الثقافة والإبداع في مصر والمنطقة.

جامعة الدول العربية
واستعرض أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أهمية توحيد الصف العربى وأثره في تحقيق النصر، من خلال التلاحم والتضامن وحشد كافة الإمكانات والقدرات الاقتصادية والجغرافية والحضارية والبشرية لدعم القضايا القومية العربية، مع استخدام سلاح البترول بصورة غير مسبوقة في ملحمة مصيرية كُبرى.

وأكد أبو الغيط أن الأزمات والأحداث الراهنة التي تواجهها أمتنا العربية تفرض ضرورة التعاون المشترك للقضاء على الإرهاب ووقف التدخلات الخارجية التي تأكل الجسد العربى، وتنسيق الجهود والمواقف لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة.

كما تحدثت جيهان السادات عن ذكريات أكتوبر التي عاشتها في لحظات اتخاذ أخطر قرار في تاريخ الأمة المصرية والعربية، وهو قرار العبور وما صاحبه من مراحل الإعداد وإدارة العمليات في معركة سياسية وعسكرية خاضها قادة وأبطال القوات المسلحة مع الرئيس الراحل أنور السادات ومن خلفة الشعب المصرى الذي تحمل الكثير من أجل استعادة عزة الوطن وكرامته، مشيرة إلى أن الرئيس السادات لم يتخلى عن حلمه بتحرير الأرض وإستخدم في ذلك كل الأساليب سلمًا وحربًا، ولم يتردد أن يذهب إلى العدو مقاتلًا بالسلام ساعيًا نحو عالم أفصل واسترداد كامل ترابنا الوطنى في ملحمة خالدة شكلت ملامح التاريخ.

واشتملت الندوة على عرض فيلم تسجيلى من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بعنوان “الشعب هو البطل” والذي تناول العلاقة الوثيقة بين الشعب وقواته المسلحة، وما يميزه من وعى حقيقى وإدراك للتحديات التي واجهت الوطن على مر العصور وقدم البطولات وتضحيات في سبيل الحفاط على بقاء الدولة وتماسكها وإعادة بناؤها وتطورها بأيدى أبنائها المصريين.

وشهدت الندوة نماذج من التضحيات الممتدة لأبناء القوات المسلحة جيلًا بعد جيل حيث قدمت لمسة وفاء للواء متقاعد جلال مروان قائد كتيبة خلال حرب أكتوبر والذي واجه مع رجاله تقدم اللواء 190 المدرع الإسرائيلى واستطاعوا تدمير معظم دباباته وأسر قائده عساف ياجورى، متذكرًا الجندى محمد عبد الحميد تميم من الدقهلية الذي استطاع تدمير 3 دبابات في سبع دقائق.

وأضاف: “دعوت الله أن أحظى بالشهادة لكنه إختص بها إبنى المقدم شرطة الشهيد أحمد محمود جلال مروان الذي لبى نداء الوطن خلال الحرب على الإرهاب بمدينة العريش بشمال سيناء”.

وتم تكريم اسم الشهيد البطل أحمد صابر منسى بطل الصاعقة الذي إستشهد خلال العمليات بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء، وتضمنت الندوة فقرة شعرية كان قد أبدعها وأنشدها بصوته عن شرف العسكرية المصرية، كما تحدثت السيدة منار محمد سليم عن ملامح من حياة البطل وعلاقته بكل من حوله كنموذج وقدوة في تحمل المسئولية والعطاء من أجل عزة الوطن وكرامته.

وتم أيضا تكريم الجندى البطل سائق الدبابة وحكمدار الطاقم اللذان استطاعا بفضل التدريب الجاد وعقيدة الانتباه إنقاذ أرواح العشرات من المدنيين الأبرياء قبل إستهدافهم باستخدام سيارة مفخخة على أيدى العناصر الإرهابية عند حاجز تفتيش أمني مكتظ بالشاحنات، وفى رد فعل بطولى قام قائد الدبابة وحكمدار الطاقم باعتراض السيارة الملغومة وإعطابها والقضاء على العناصر الإرهابية المسلحة الموجودة بها، في إحدى ملاحم البطولة والفداء لمصر وشعبها.

ملحمة العبور
وتضمن الجزء الثاني من الندوة محاضرة الإعلامي القدير حمدى الكنيسى عن ذكرياته كمراسل حربى للإذاعة المصرية خلال ملحمة العبور، مشيرًا إلى جانب من تصريحات القادة والسياسيين قبل وبعد الحرب وما تكبدوه من خسائر فادحة وهزيمة ساحقة على الجبهة المصرية، لافتًا إلى أن الإعلام الوطنى الحقيقى في تلك الفترة يقدم دوره بصورة مبهرة في حشد الشعب خلف قواته المسلحة من أجلها، مطالبًا الإعلام المصرى بالعودة إلى هذا الدور لدعم جهود الدولة وهى تخوض حرب لا تقل خطورة عن حرب أكتوبر وإبراز ما يتحقق من إنجازات وتطوير وتحديث في كافة المجالات، وجهود القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب في ملحمة تسجل بحروف من ذهب في تاريخ مصر العظيم.

تكريم صاحب الشفرة
وتم عرض فيلم تسجيلى عن المحارب أحمد محمد إدريس صحاب فكرة التغلب على التصنت اللاسلكى خلال حرب أكتوبر باستخدام اللغة النوبية كوسيلة للتخاطب خلال المحادثات اللاسلكية على كافة المستويات أثناء مراحل العبور.

واختتمت العروض بفقرة فنية غنائية من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالتعاون مع وزارة الشباب ودار الأوبرا المصرية بمشاركة كورال من 100 طفل لتقديم عدد من الأغانى الوطنية أختتمت بأغنية وطنية جديدة بعنوان “علوا الأعلام”.

وفى نهاية الندوة قام رئيس الجمهورية بمنح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية على ما قدمه من خدمات جليلة من أجل الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى